اعتبر محللان أن اعتقال قادة من حزب الشعب الإفريقي في ساحل العاج، سيلقي بظلاله على الانتخابات الرئاسية، التي ستُجريها البلاد في الـ25 من شهر أكتوبر/تشرين الأول المُقبل.
وأثار إعلان الحزب، وهو حزب الرئيس السابق، لوران غباغبو، عن "اختطاف" 6 من قياداته مندداً بـ"موجة غير مسبوقة للقمع"، تساؤلات حول تداعيات ذلك الانتخابات الرئاسية المُرتقبة.
وتشهد ساحل العاج، الواقعة غرب إفريقيا مناخًا سياسيًا يتّسم بالتوتر، وذلك بعد استبعاد عدد كبير من مرشحي المعارضة من الاستحقاق الرئاسي، فيما أعلن الرئيس الحسن واتارا ترشّحه لولاية رابعة رغم حديثه سابقاً عن عزمه التنحي عن منصبه.
وبسبب قرارات قضائية وسياسية، استبعدت السلطات الانتخابية في ساحل العاج زعيم المعارضة، تيجان تيام، وهو يشغل منصب رئيس الحزب الديمقراطي المعارض وذلك بعد عودته في وقت سابق من الخارج.
وقال المحلل السياسي الإيفواري، آن يابو، إن "اعتقال 6 من قادة حزب الشعب الإفريقي وهم من القيادات البارزين وأيضاً قادة آخرين سيقود إلى المزيد من إرباك المسار الانتخابي في البلاد خاصة في ظل تصميم الرئيس الحسن واتارا على الترشح لولاية رابعة".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "هذه التوترات السياسية قد تؤدي إلى توتر أمني أيضاً خاصة بعد اعتداءات على أفراد من قوى المعارضة، ومن حسن الحظ أن المعارضة في ساحل العاج لا تجنح إلى استعمال القوة أو العنف رغم الدعوات إلى التحرك ضد القمع والإخلالات التي تحيط بالاستحقاق الرئاسي".
وشدد المحلل يابو على أنّ "المعضلة أن الرئيس الحسن واتارا لا يزال يحظى بدعم أجنبي قويّ خاصة في ظل حالة الاستقرار التي تعرفها البلاد منذ توليه الحكم في وقت لا ترغب فيه قوى مثل فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية بتفجر منطقة جديدة في غرب إفريقيا".
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، إن "من المتوقع بالفعل أن يستمر التوتر الذي يخيم على الاستحقاق الرئاسي في ساحل العاج بسبب مثل هذه الاعتقالات العشوائية والتي تهدف في الواقع إلى مزيد خنق المعارضة".
وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "هذا التوتر والاتهامات بالتضييق على المعارضة سيكون له تأثير على نسب المشاركة حيث سنرى بشكل كبير عزوفاً واسعاً خاصة من قبل الشباب الذي يطمح إلى الديمقراطية وحرية التعبير، لكن طموحاته تصطدم بعقبات عدة أولها تفتت المعارضة وثانياً تشبث الرئيس واتارا بمنصبه".
