في أول زيارة ثنائية رسمية له منذ تولّيه منصب وزير الخارجية، يغادر عباس عراقجي، اليوم الأحد، متوجهاً إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، في خطوة دبلوماسية لافتة تأتي في توقيت حساس تشهده العلاقات بين طهران وباكو، وفي ظل تحولات إقليمية متسارعة في منطقة جنوب القوقاز.
ووفقاً لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الأحد، سيجري عراقجي خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ووزير الخارجية جيحون بايراموف، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في باكو.
وأضاف بقائي "ستتركّز المباحثات على العلاقات الثنائية، الملفات الحدودية، المشاريع الاقتصادية المشتركة، والتطورات الإقليمية والدولية".
وتعدّ هذه أول زيارة رسمية يقوم بها عراقجي إلى أذربيجان بعد تسلمه حقيبة الخارجية، بعدما رشحه الرئيس مسعود بزشكيان في آب/ أغسطس 2024.
وتحظى هذه الزيارة بأهمية مضاعفة بسبب المشهد الجيوسياسي المعقد الذي يحيط بالمنطقة، وتأتي الزيارة بعد أيام من انتهاء المناورات العسكرية الإيرانية الكبرى “سهند 2025” قرب الحدود مع أذربيجان. وقد حضر ممثل عسكري من باكو هذه المناورات، في إشارة إلى رغبة الطرفين في تجنب أي تصعيد وتثبيت قنوات التفاهم الأمني.
ومرّت العلاقات الإيرانية الأذربيجانية خلال السنوات الماضية بمرحلة من التوتر المكتوم، ربطتها مصادر أمنية بتقارير عن نشاط إسرائيلي متزايد في أذربيجان.
يُذكر أن الهجوم المسلح الذي استهدف سفارة أذربيجان في طهران مطلع عام 2023 أسفر عن مقتل أحد أفراد الأمن بالسفارة، وتسبب في توتر كبير في العلاقات بين باكو وطهران، رغم محاولات التهدئة التي جرت في الأشهر اللاحقة.
وحافظت أذربيجان على قنصليتها في مدينة تبريز شمال غربي إيران، لكنها أغلقت سفارتها في طهران، وأعلنت السلطات القضائية الإيرانية في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، موافقة المحكمة العليا على إعدام إيراني بعد إدانته بمهاجمة السفارة الأذربيجانية.
وقالت وكالة أنباء "موج نيوز" الإيرانية، إنه "ما زال مشروع “ممر زنغزور” أحد أعقد الملفات بين طهران وباكو. فالممر كما طُرح سابقاً يهدد بإلغاء الحدود الإيرانية مع أرمينيا، وهو ما تعتبره طهران خطاً أحمر، وتشير توقعات إلى أن عراقجي سيؤكد رفض بلاده لأي مسار تجاري أو لوجستي يمسّ الحدود الدولية القائمة".