رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
حذّرت دوائر أمنية في تل أبيب من اعتزام إيران التدخل في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة عبر تفعيل "عناصر خفية" في مجتمعات إلكترونية، لنشر أخبار كاذبة ومعلومات مضللة تهدف إلى عرقلة سير العملية الانتخابية.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية عن تلك الدوائر "إمكانية استخدام إيران أصولها على الإنترنت لإقناع الأفراد، سواء من خلال انتحال شخصية سياسية أو تقديم حوافز مالية، بتنفيذ أعمال ليس فقط في الفضاء الإلكتروني، بل أيضًا على أرض الواقع، بهدف الإضرار بعملية التصويت في إسرائيل".
وتُظهر التجارب السابقة أن إيران أصبحت فعّالة للغاية في تجنيد أفراد للعمل لصالحها داخل إسرائيل، سواء عن علم أو من دون علم. كما تستغل طهران معرفتها العميقة بالمجتمع الإسرائيلي لتسهيل عمليات التجنيد.
وتشير كشوفات حديثة إلى أن منظومة النفوذ الإيرانية تتمتع بموارد كبيرة في هذا المجال، إذ يعمل عشرات العملاء تحت إشراف وحدات خاصة من الحرس الثوري، بهدف وحيد هو إدارة حملات التأثير، ليس فقط في إسرائيل، بل أيضًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويُفترض أن بعض هؤلاء العملاء يتهيأون بالفعل ليوم الانتخابات الإسرائيلية.
وساقت الصحيفة مثالًا على احترافية الإيرانيين في التأثير على الانتخابات، مشيرة إلى تدخلهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، وأضافت: "حينها، استخدم عملاء إيرانيون اسم حركة "براود بويز" اليمينية المتطرفة لترهيب الناخبين وثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم، بقصد تعطيل عملية التصويت في الولايات المتحدة. ويمكن لإيران تكرار هذا النمط في إسرائيل عبر سلسلة خطوات تهدف إلى المساس بنزاهة الانتخابات".
وقالت "يسرائيل هايوم" إن تدخل إيران في الانتخابات الإسرائيلية لم يعد "مجرد نوايا"، بل أصبح افتراضًا عمليًا، إذ تتوقع دوائر أمنية أن تستغل طهران الانتخابات المقبلة لتعميق الانقسامات الداخلية وتقويض الاستقرار السياسي، وهو تهديد خطير لا تظهر مؤشرات على الاستعداد له في إسرائيل.
وخلال السنوات الماضية، ولا سيما منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، شنت إيران عمليات تأثير متعددة استهدفت المجتمع الإسرائيلي، وسعت عبرها إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في زعزعة استقرار النظام السياسي الإسرائيلي كوسيلة لإضعاف المجتمع نفسه.
ولتحقيق ذلك، تعمل طهران على تشغيل شبكة واسعة من الهويات الإلكترونية الوهمية عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي، وتُعد هذه الحسابات أدوات فعالة في نشر المعلومات المضللة وخدمة أهداف النظام الإيراني.
وبناءً على الدروس المستفادة من انتخابات 2022، عندما شاركت إيران في مجموعة متنوعة من جهود التأثير، ونظرًا لإدراك طهران أهمية التصويت المقبل، أوصت دوائر تل أبيب بضرورة افتراض التدخل الإيراني قبل العملية الانتخابية وبعدها.
وأشارت إلى اعتزام إيران تطبيق الخبرة الواسعة التي اكتسبتها خلال سنوات من التعامل المباشر مع الخطاب الإسرائيلي على الإنترنت، مستخدمة تلك المعرفة لتطوير وصقل حملات التأثير قبل يوم الانتخابات.
ويوضح تحليل محاولات إيران السابقة، ولا سيما خلال الدورة الانتخابية الأخيرة، أن طهران لا تنوي انتظار يوم التصويت، بل من المرجح أن تسعى إلى زعزعة "اصطفاف ما قبل الانتخابات" في النظام السياسي بين الناخبين اليهود والعرب على حد سواء، في محاولة لتشكيل التنظيم السياسي الداخلي بما يخدم هدفها الاستراتيجي: الفوضى السياسية.
ولمواجهة هذه المساعي وحماية نزاهة الانتخابات، دعت الدوائر الإسرائيلية الأجهزة المعنية إلى الاستعداد لعمليات النفوذ الإيراني الموجّهة تحديدًا نحو الانتخابات.
وأضافت الدوائر في توصياتها: "يجب أن يكون الهدف الأساسي هو تحديد جميع الأصول الإيرانية التي نشرت أو تعتزم نشر معلومات مضللة للتأثير على الانتخابات المقبلة. ولن يكون هذا سهلًا، خاصة مع تطوير إيران أساليبها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت تصمّم أصولها لتكون مختلفة تمامًا بما يمنع اكتشافها".
ومن التحديات المرتقبة، الاستخدام المحتمل لأدوات الذكاء الاصطناعي من قِبل النظام الإيراني لتعزيز مصداقية الأصول التي يديرها. وربما تستخدم إيران مؤثرين إسرائيليين يتم التلاعب بهم دون علمهم لتضخيم محتواها.
وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تتعاون وحدات الأمن السيبراني الإيرانية مع فرق عمليات التأثير لإغراق منصات التواصل الاجتماعي بمعلومات تم الحصول عليها من خلال عمليات اختراق مخطَّط لها لمواقع إسرائيلية، بهدف الإضرار بالعملية الانتخابية.
وخلصت الدوائر إلى أن إسرائيل مقبلة على تحدٍّ هائل في هذا المجال، لا سيما أن النجاح المحدود الذي حققته خلال السنوات الماضية في كبح عمليات النفوذ الإيراني يؤكد جسامة هذا التحدي. وأوصت بضرورة توفير كل الموارد اللازمة للتعامل مع الخطر، وعدم الاستهانة بقدرات إيران على إلحاق الضرر الجسيم بالعملية الانتخابية الإسرائيلية.