إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن البيت الأبيض يشهد تحولًا سياسيًّا واجتماعيًّا من شأنه تغيير وجه الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية.
وأضافت الصحيفة أنه بعد تولي ترامب مقاليد الحكم في فترة مضطربة، بدأ بتطبيق سياسات راديكالية تهدف إلى إعادة صياغة النظام الفيدرالي، إلى جانب توجيه رسائل واضحة بشأن اقتصادات وسياسات البلاد الداخلية والخارجية.
وأشارت إلى أنه منذ بداية ولايته الثانية، سعى ترامب إلى تعزيز سلطات المكتب التنفيذي من خلال إصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية التي غيّرت ملامح السياسة الأمريكية في مجالات متعددة.
وأوضحت أن أبرز هذه التغيرات شملت إصلاحات اقتصادية جذرية، مع التركيز على تخفيض الضرائب وتحقيق التوازن المالي، الأمر الذي لاقى دعمًا قويًّا من قطاعات واسعة داخل المجتمع الأمريكي.
وفي المقابل، واجهت هذه السياسات مقاومة من قبل العديد من الأطراف، ولا سيما على الصعيد القضائي.
وبدورهم، أشار العديد من الخبراء القانونيين إلى أن بعض قرارات ترامب قد تواجه تحديات قضائية قد تؤثر في استقرار تنفيذها على المدى الطويل.
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن من بين القرارات الأكثر إثارة للجدل التي اتخذتها الإدارة الجديدة، تلك المتعلقة بالهجرة والأمن الوطني.
وعمد ترامب إلى تطبيق سياسات صارمة للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وزُيّنت هذه السياسات بتوجهات مناهضة للتعددية الثقافية، وهو ما يعكس رؤيته لضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية الأمريكية.
وتصدرت سياسات تعزيز الأمن الداخلي أجندة الإدارة، مع التركيز على مواجهة التهديدات الإرهابية وتقوية الحدود الأمريكية، إذ إن هذه الإجراءات لم تقتصر فقط على المسائل الأمنية بل شملت أيضًا تغييرات جوهرية في هيكلية المنظمات الحكومية المعنية بالهجرة والشرطة.
ووفق الصحيفة، فإن ترامب يواجه في إطار سعيه لتطبيق أجندته عددًا من التحديات القانونية التي قد تعرقل تنفيذ سياساته بشكل كامل.
ومن المتوقع أن تظل محاكمات القوانين المثيرة للجدل محل جدل واسع، سواء في محاكم الولايات أو المحكمة العليا، مما قد يضع الإدارة في مواجهة مع سلطات قضائية تسعى إلى ضمان احترام الدستور والفصل بين السلطات.
من جهة أخرى، تركز إدارة ترامب على فكرة "أمريكا أولًا" في سياستها الخارجية، والتي تشمل تقليص المشاركة الأمريكية في المنظمات الدولية والاتفاقات متعددة الأطراف.
وأعلن ترامب عن انسحاب بلاده من بعض المعاهدات البيئية، بما في ذلك اتفاقية باريس للمناخ، في حين أعاد التفاوض على اتفاقيات تجارية لمصلحة أمريكا، وهو ما عزز موقفه في الداخل بين مؤيديه.
في المقابل، أثارت هذه السياسات تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في الشؤون العالمية في المستقبل.
ويخشى بعض المراقبين من أن يؤدي هذا التوجه إلى عزلة سياسية قد تضر بالعلاقات الأمريكية مع حلفائها التقليديين.
ولفتت "لوموند" إلى أن التحديات التي تواجه إدارة ترامب تتمثل في تحقيق توازن دقيق بين إحداث التغييرات المطلوبة داخليًّا ومواجهة الضغوط القانونية والسياسية التي قد تضعف من سلطتها.
وخلصت الصحيفة إلى أن ترامب "يسعى إلى إعادة تشكيل هوية الولايات المتحدة من خلال قرارات جريئة، غير أن تنفيذ هذه الأجندة سيظل تحت ضغوط داخلية وخارجية مستمرة".