خطة إسرائيلية لعملية إنزال في"فوردو" تمهد لضربة أمريكية ثانية لمفاعلات إيران

رجحت مصادر عسكرية عربية تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية جولة ثانية من الضربات الجوية للمنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد الجولة الأولى من الضربات الجوية التي وجهتها لمنشآت فوردو ونطنز وأصفهان قبل يومين لهذه المواقع.

تأتي توقعات المصادر العسكرية بالتزامن مع نشر صور أقمار صناعية لـ«Maxar Technologies» و«Planet Labs» أظهرت أن غالبية الأضرار التي خلفتها الضربات الأمريكية في فوردو، كانت «سطحية»، ولم تصل إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي في المنشأة.

وكانت قاذفات B-2 الشبحية الأمريكية قد شنت هجومًا باستخدام قنابل GBU-57 MOP «الخارقة للتحصينات» على المنشآت النووية الإيرانية، وألقت أكثر من 12 قنبلة، وذلك استجابة لطلب إسرائيلي لتدمير البرنامج النووي الإيراني.

وفي أعقاب الهجوم الأمريكي، شنت الطائرات الإسرائيلية هجومًا على موقع فوردو النووي الإيراني، كما قامت بتوجيه ضربات مدمرة للطريق الواصل إلى المنشأة التي تُعد الأكثر تحصينًا في الترسانة النووية الإيرانية.

 

وقالت المصادر العسكرية العربية لـ«إرم نيوز» إن محاولة الطائرات الإسرائيلية قطع الطريق الواصل إلى منشأة فوردو ربما يكون هدفها تنفيذ عملية إنزال جوي لفريق كوماندوز إسرائيلي لمعاينة حجم الأضرار في المنشأة وجمع المعلومات في خطوة استباقية للضربة الأمريكية الثانية المتوقعة للموقع.

وأكدت المصادر أن هذه الهجمات الإسرائيلية تأتي أيضًا في سياق زيادة الضغوط على واشنطن للتسريع في توجيه ضربة ثانية للموقع النووي الإيراني المحصن، ودعم عمليات عسكرية إضافية في مواقع إيرانية جديدة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في خطاب متلفز بتاريخ 22 يونيو/حزيران الجاري أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية «محت القدرات النووية لطهران»، لكنه أشار إلى وجود أهداف أخرى متبقية يمكن توجيه ضربات لها.

وجاءت تصريحات ترامب بهذا الخصوص متزامنة أيضًا مع نشر تقارير استخباراتية أمريكية أشارت إلى نقل إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب ـ 400 كيلوغرام ـ إلى مواقع سرية؛ ما عزز الاعتقاد بأن واشنطن تستعد لجولة ثانية من الهجمات إذا تأكد وجود منشآت نووية غير معلنة أو استمرار تخصيب اليورانيوم.

من جانبها، تعهدت إيران على لسان أكثر من مسؤول إيراني برد قوي على الهجمات الأمريكية والإسرائيلية؛ حيث أعلن وزير الخارجية عباس عراقجي أن «كل الخيارات مطروحة» على الطاولة للرد على الهجوم الأمريكي.

وتمتلك إيران ترسانة صواريخ باليستية قادرة على استهداف قواعد أمريكية في المنطقة، كما يمكن استخدام وكلائها، مثل الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية أو أمريكية.

كما يمكن أن تلجأ إيران إلى الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من النفط العالمي، وهو القرار الذي صادق عليه بالفعل البرلمان الإيراني، ويبقى تنفيذه بيد مجلس الأمن القومي الإيراني.

وكررت المصادر العسكرية تأكيدها على أن استمرار التوترات يُبقي احتمال جولة ثانية من الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية مرتفعًا، خاصة إذا نفذت إيران هجومًا انتقاميًا كبيرًا أو كشفت الاستخبارات عن استمرار برنامجها النووي.