أظهر رجل الأعمال الملياردير، إيلون ماسك، تصميماً على جهوده نحو خفض الإنفاق الحكومي، مستنداً إلى دعم كبير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فللمرة الثانية أرسل ماسك لموظفيه رسالة بريد إلكتروني أخرى، تطالبهم بشرح إنجازاتهم الأخيرة، في محاولة جديدة للمطالبة بإجابات من القوى العاملة الحكومية.
الرسالة الجديدة قوبلت برفض واسع من قيادات الوكالات المختلفة، وبحسب صحيفة واشنطن بوست، جاءت بعض المقاومة من المسؤولين على أعلى المستويات، فمديرة وكالة ناسا المؤقتة، جانيت بترو، حذرت الموظفين من الامتثال لرسالة ماسك قبل تلقي "توجيهات واضحة"، واعتبرت أن هذه الطلبات قد تسبب توتراً غير مبرر.
وتم إحباط تهديد الملياردير في نهاية الأسبوع الماضي من قبل قيادة الوكالة وسط مخاوف بشأن شرعية التوجيه، ومخاوف من تعرض العمليات الحكومية السرية والحساسة للخطر بسببه، والقلق من أن يؤدي ذلك إلى تنفير الموظفين ذوي المهام الحرجة اللازمين لتنفيذ أجندة سياسة ترامب.
"الرئيس أوضح"
في المقابل، يضاعف ماسك جهوده، مستنداً إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه من ترامب، كما كتب على منصة إكس التي يملكها: "لقد أوضح الرئيس أن هذا إلزامي للسلطة التنفيذية"، مؤكداً أن "الأمر إلزامي لجميع العاملين في الفرع التنفيذي".
ولا يعرف المدى الذي ستبلغه الأزمة، مع تنامي التوجيهات التي تطلب من الموظفين تجاهل رسائل البريد الإلكتروني، التي جاءت من جميع أنحاء سلسلة القيادة، من المديرين أو المشرفين أو غيرهم من قادة الأقسام الذين لم ينتظروا التعليمات من رؤساء الوكالات.
وأصدر سفير واحد على الأقل توجيهات يطلب فيها من الموظفين عدم الرد على الرسائل، كما كتب مسؤول في أحد أقسام وزارة الطاقة إلى الموظفين يخبرهم بتجاهل الردّ، وفق العديد من الموظفين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، خشية الانتقام.
وتتزايد المعارضة القوية لجهود إدارة ترامب تسريح آلاف الموظفين الفدراليين، إذ انتقدها مسؤول سابق في مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية بشكل علني، وفي خطاب مفتوح اعتبرها "غير قانونية وغير مبررة".
وزارة الدفاع
أما في وزارة الدفاع، فقد تم تأجيل خطة الوزارة لفصل 5400 موظف تحت الاختبار مؤقتاً بعد قرار المحكمة الفيدرالية منع مثل عمليات الفصل هذه في البنتاغون والوكالات الأخرى.
وقال اثنان من مسؤولي الدفاع المطلعين على المناقشة، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المداولات الداخلية، إنهما يتوقعان الآن تأجيل أي إقالة للمدنيين في وزارة الدفاع حتى أوائل الأسبوع المقبل على الأقل.
وحذر البنتاغون من أنه يتطلع في نهاية المطاف إلى خفض ما بين 5 إلى 8 % من قوته العاملة المدنية. ومع وجود أكثر من 900 ألف موظف مدني في الوزارة، فإن ذلك يعادل عشرات الآلاف من الموظفين.
وقال مسؤول دفاعي آخر إن الجنرالات من فئة الأربع نجوم الذين يشرفون على أوامر المقاتلين طلبوا المرونة لتحديد كيفية تقليص عدد موظفيهم للحد من الأضرار. وليس من الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب ستسمح بذلك.
ومع إصرار إدارة ترامب تنفيذ خطتها لخفض عدد الموظفين الفيدراليين، وقيامها بتسريح الآلاف وإجبار آخرين على قبول تعويضات إنهاء الخدمة، فإن الأزمة مرشحة لمزيد من التحولات مع استمرار إرسال هذه الرسائل المثيرة للجدل.