تسعى الولايات المتحدة إلى إبقاء البحرية الصينية في حالة ترقب من خلال نظام صاروخي جديد؛ "نيميسيس، مُصمم لمنح البحرية الأمريكية أفضلية في المواجهة المتصاعدة بين القوتين العظميين في المحيط الهادئ.
وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، نشرت مشاة البحرية الأمريكية نظام صواريخ "نيميسيس" في جزيرة باتان بالفلبين، في خطوة تُعد عنصرًا أساسيًّا في عملية إصلاح شاملة تهدف إلى زيادة مرونة مشاة البحرية الأمريكية.
وبالنسبة لمشاة البحرية، يُعتبر إرسال نظام الصواريخ "نيميسيس" إلى باتان اختبارًا رئيسًا في عملية إعادة تجهيز عالية المخاطر، تهدف إلى تجهيز قوة الرد السريع العسكرية لحرب مع الصين في بعض أكثر الممرات المائية توترًا واستراتيجيةً في العالم.
وتابعت الصحيفة أن نظام اعتراض السفن الاستكشافي التابع للبحرية الأمريكية "نيميسيس"، عبارة عن قاذف صواريخ مضاد للسفن مُثبت على شاحنة يتم التحكم فيها عن بُعد.
وأرسلت منظومة الصواريخ إلى باتان، التي تقع على بعد 120 ميلًا فقط جنوب تايوان؛ حيث يمكن أن تستغل نقاط الاختناق الطبيعية، مثل باتان، لرفع تكلفة وصول السفن الحربية الصينية وإبطاء تقدمها.
وصُممت صواريخ "نافال سترايك" النرويجية الصنع، التي يطلقها "نيميسيس"، في البداية لإطلاقها من السفن، إذ يمكنها إغراق السفن على بُعد حوالي 115 ميلًا، حيث تخترق سطح الماء وتعدل مسارها لتتبُّع هدف متحرك وإصابته.
وبعد تعديل النظام، أصبح بإمكان مشاة البحرية إطلاق هذه الصواريخ عالية الدقة من البر، بما في ذلك من الجزر الجبلية النائية مثل باتان، حيث يسهل إخفاء منصات الإطلاق مقارنةً بالمياه المفتوحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المركبة الرئيسة التي تحمل الصواريخ غير مأهولة؛ حيث يعمل مشغلوها عن بُعد، متمركزين في مركبة دعم توضع خارج خط نيران أي شخص يحاول تدمير منصات الإطلاق.
وقال العقيد جون ليهان، قائد فوج مشاة البحرية المتمركز في هاواي، والذي نشر النظام في باتان، أواخر الشهر الماضي، كجزء من تمرين سنوي، إن "مجرد وجود نظام نميسيس على الجزر الاستراتيجية في المحيط الهادئ يُعقّد عملية اتخاذ القرار بالنسبة للأعداء، الذين يتعين عليهم تقييم التهديد الذي يشكله على أي سفينة قد تجد نفسها على مسافة قريبة".
وأوضح ليهان أن قدرات نظام نيميسيس المضادة للسفن تمنحه أفضلية على أنظمة الصواريخ البرية الأخرى، مثل نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة "أم 142"، أو "هيمارس"، الذي ساعد على تحويل ساحة المعركة في أوكرانيا، لكنه عانى من إصابة الأهداف المتحركة في البحر.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفلبين، أقدم حليف لأمريكا، بموجب معاهدة في آسيا، تُعد جزءًا أساسيًّا من هذه المساعي الجديدة؛ حيث منحت حكومة الرئيس فرديناند ماركوس الابن الجيش الأمريكي إمكانية الوصول إلى المزيد من القواعد؛ ما يمكنه من بناء المرافق، والتمركز المسبق للمعدات، وتزويد الطائرات والسفن بالوقود وصيانتها.
ونظرًا لعدم وجود قوات دائمة للولايات المتحدة في الفلبين، سيتعين على واشنطن نقل المقاتلات والأسلحة جوًّا إلى جزر صغيرة، مثل باتان، يصعب الوصول إليها، تحت تهديد نيران العدو.
واختتمت الصحيفة بالقول، إن التدريبات المكثفة بين أمريكا والفلبين تعني تناوب بعض القوات الأمريكية الآن على القواعد الفلبينية معظم العام.
وفي حين يُحسّن هذا التدريب المُكثف التنسيق مع القوات المسلحة الفلبينية، فإنه سيسمح أيضًا لطياري مشاة البحرية والقوات الجوية بالتعرف بشكل أكبر على تضاريس ومعالم منطقة المحيط الهادئ التي يمكن أن تُستخدم كغطاء عملياتي.