بوتين: روسيا ستسمح لمواطني الصين بدخول أراضيها بدون تأشيرة
في مشهد بحري غير مسبوق منذ عقود، شهدت مدينة مرسيليا الفرنسية صباح الاثنين حدثًا استثنائيًا تمثل في رسوّ أكبر حاملة طائرات في العالم، "يو إس إس جيرالد آر. فورد"، برفقة المدمّرة الصاروخية "يو إس إس وينستون إس. تشرشل"، قبالة سواحل المدينة، في زيارة تمتد حتى 9 أغسطس الجاري.
وتمثل هذه الخطوة، التي أثارت اهتمامًا واسعًا من قبل سكان المدينة وعشاق البحر، رسالة أمريكية واضحة مفادها بأن الحضور العسكري في البحر الأبيض المتوسط لا يزال ضمن أولويات الاستراتيجية الدفاعية لواشنطن، كما رأت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
عملاق نووي يزن 100 ألف طن
تُعدّ "جيرالد آر. فورد" من الجيل الأحدث لحاملات الطائرات الأمريكية، وقد دخلت الخدمة رسميًا عام 2017 بعد استثمارات تجاوزت 14 مليار دولار. ويبلغ طول الحاملة 337 مترًا، بعرض يصل إلى 78 مترًا، فيما يقدر وزنها بنحو 100 ألف طن.
وتعتمد الحاملة على مفاعلين نوويين لتوليد الطاقة اللازمة لدفعها وتنفيذ عملياتها العسكرية، وتضم على متنها أكثر من 4500 فرد، بالإضافة إلى أكثر من 75 طائرة حربية.
وتتميّز بتقنيات متطورة، أبرزها نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي للطائرات، القادر على تنفيذ عمليات إقلاع خلال أقل من 10 ثوانٍ – وهو نظام فريد على مستوى العالم.
إلى جانب الحاملة، رست في مياه مرسيليا المدمرة الصاروخية USS Winston S. Churchill من فئة "آرلي بيرك"، ما أضفى على المشهد البحري طابعًا عسكريًا استثنائيًا يجمع بين القوة البحرية والتكنولوجيا المتقدمة.
تأتي زيارة هذا العملاق العسكري في لحظة دولية حساسة، تتزامن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، واستمرار المفاوضات داخل حلف شمال الأطلسي حول تعزيز الإنفاق الدفاعي والوفاء بالالتزامات المشتركة.
وقد وصفت السفارة الأمريكية في فرنسا هذه الزيارة بأنها "رمزية لتحالف عريق بين باريس وواشنطن"، بحسب ما نقلت صحيفة "مارتيما" الفرنسية عن السفير الأمريكي تشارلز كوشنر.
وكان من المقرر أن تزور الحاملة مدينة مرسيليا في عام 2023، إلا أن اندلاع الحرب في غزة دفع القيادة الأمريكية إلى تعديل مسارها، لتشارك في انتشار عسكري قرب السواحل الإسرائيلية ضمن عمليات الردع السريع.
أما آخر زيارة لحاملة طائرات أمريكية إلى مرسيليا، فقد سُجّلت في صيف عام 2024، حين رست الحاملة USS Harry S. Truman، وقد سبقتها USS George H. W. Bush، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي ترسو فيها "جيرالد آر. فورد"، ما يجعل الزيارة حدثًا بحريًا واستراتيجيًا نادرًا.
تدابير أمنية مشددة
تزامنًا مع الرسو، أصدرت محافظة بوش-دو-رون قرارًا يمنع مؤقتًا الإبحار، والرسو، والسباحة، والغوص في محيط السفن الأمريكية حتى 9 أغسطس، في إجراء يؤكد على الحساسية الأمنية المحيطة بالزيارة.
وتشكل مياه مرسيليا موقعًا استراتيجيًا حيويًا للبحرية الأمريكية، نظرًا لموقعها الجغرافي الفاصل بين الشرق الأوسط وشمال المحيط الأطلسي، إضافةً إلى عمق مياهها وظروفها اللوجستية الملائمة لدعم المهام العملياتية في المنطقة.
وبينما يتجمهر الزوار والسياح لمشاهدة الحاملة العملاقة والقطع البحرية المرافقة لها، تبقى العيون السياسية مترقبة لما تحمله هذه الزيارة من رسائل صامتة... لكنها شديدة الوضوح.