عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن فكرة "التشاور المباشر مع الفرنسيين" بشأن بعض القضايا، لكنه يثير الشكوك حتى في معسكره، حيث يلف مشروعه الغموض، وفق تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
وقالت الصحيفة إنه "منذ أن أعرب إيمانويل ماكرون، في تهنئته بالعام الجديد، عن رغبته في مطالبة الفرنسيين بـ "اتخاذ قرار" بشأن بعض "القضايا الحاسمة" خلال عام 2025، بدأ مركز الاتصالات في الإليزيه بالكشف تدريجياً عن بعض التفاصيل حول هذا المشروع الغامض".
وينظر ماكرون في احتمال تنظيم استفتاء، أو حتى عدة استفتاءات، في نفس اليوم حول عدة قضايا.
وبحسب "لوفيغارو" ينتظر إيمانويل ماكرون انتهاء مناقشات الميزانية في البرلمان للحديث عن الموضوع، ويعتبر أن عام 2025 سيكون فرصة جيدة للتشاور مع الفرنسيين، لأنه "عام بلا انتخابات"، كما يقول الإليزيه.
ويقول مصدر مقرب من دوائر القرار في الإيليزيه إن الاستفتاء قد يجري في يونيو أو سبتمبر المقبلين، لكنه يؤكد أنه "لم يتم تحديد أي شيء".
وفي الوقت الحالي، يتم تقبّل الفكرة بمزيد من الحذر في الطبقة السياسية لأن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها إيمانويل ماكرون عنها، دون اتخاذ أي إجراء على الإطلاق.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أنه "تم إجهاض الإصلاح الدستوري في عام 2018، والرد على حركة "السترات الصفراء"، ومؤتمر المواطنين بشأن المناخ، والحملة الرئاسية لعام 2022، واجتماعات سان دوني مع الأحزاب، وفي كل من هذه المحطات، أثار رئيس الدولة علنًا إمكانية إجراء استفتاء إلى درجة أنه لم يعد أحد يؤمن به حقًا".
واختبر ماكرون الفكرة مؤخرًا مع رئيس مجلس الشيوخ، الذي لا يعارضها من حيث المبدأ، لكنه حذره من "استفتاء عام" قد يبدو وكأنه "انقلاب سياسي"، مضيفا: "علينا أن نجد موضوعاً يثير اهتمام الفرنسيين".
ومن جانبها تحافظ حكومة فرانسوا بايرو على مسافة بعيدة عن هذا الطرح، وقالت المتحدثة باسم الحكومة صوفي بريماس (من اليسار) يوم الخميس الماضي: "لقد طرح رئيس الجمهورية مسألة الاستفتاء لذا فهو هو الذي يجب أن يفكر في هذا الموضوع".
ووفق تقرير الصحيفة الفرنسية فإنه "حتى في معسكر رئيس الدولة نفسه، فإن الفكرة غير مستساغة لأنها تخاطر بالتحول ضده"، وفق رئيس كتلة أعضاء مجلس الشيوخ، فرانسوا باتريا، الذي يؤكد أنه غير متحمس للفكرة.
