logo
العالم

"إزالة الدولرة".. ترس في عجلة الرد الصيني على رسوم ترامب

"إزالة الدولرة".. ترس في عجلة الرد الصيني على رسوم ترامب
الدولار الأمريكي المصدر: غيتي إيمجز
10 أبريل 2025، 12:30 م

بدأت الصين تنفيذ خطة لتعزيز هدفها المتمثل في "إزالة الدولرة" (de-dollarization)، عبر إجراء المزيد من عمليات التجارة بالعملة المحلية "اليوان"، وذلك ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرًا.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، أن "مسؤولين صينيين تواصلوا في الأسابيع الأخيرة مع بلدان في جنوب شرق آسيا، مثل كمبوديا ولاوس وتايلاند، لمحاولة تعزيز التجارة معها، والترويج لاستخدام اليوان الصيني في تسوية المعاملات، وفق مصادر مطلعة".

أخبار ذات علاقة

اليوان الصيني وعلما أمريكا والصين

وسط توتر تجاري متزايد.. اليوان الصيني يهوي لأدنى مستوى منذ 2007

وقالت المصادر إن "المسؤولين الصينيين أشاروا خلال تلك المناقشات إلى أن بكين حريصة على الحفاظ على استقرار اليوان إلى حد كبير من أجل تعزيز هدفها المتمثل في (إزالة الدولرة) من خلال إجراء المزيد من التجارة باليوان".

وتصاعدت التوترات بين بكين وواشنطن، حيث أدت كل جولة من زيادات التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على الصين إلى دفع حكومة شي جين بينغ إلى الرد على الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن "آمال القيادة الصينية المبكرة في التفاوض مع الإدارة الجديدة الآن انتهت إلى حالة من الإحباط والغضب"، كما أوضحت المصادر ذاتها.

تدابير مضادة

وذكرت الصحيفة أن "مزيج التدابير المضادة التي اتخذتها الصين في الآونة الأخيرة يوضح تركيزها المتزايد على استهداف الشركات الأمريكية، خاصة تلك العاملة في مجال التكنولوجيا المتطورة".

وتابعت: "في ظل تصاعد حدة الصراع مع واشنطن، تواصل بكين الاعتماد على إغراءات السوق الصينية للشركات، على الرغم من تباطؤ النمو في الصين في الآونة الأخيرة، كما تسعى أيضًا إلى الفوز بالسباق على التكنولوجيا".

وأوضحت أنه "في حين انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الجديدة في الصين في العامين الماضيين، فإن العديد من الدراسات الاستقصائية الأخيرة تظهر أن الكثير من الشركات متعددة الجنسيات - من صناعة السيارات إلى الأدوية والرقائق - تختار البقاء على اتصال بالبلاد".

واستدركت قائلة: "مع ذلك، تجد الشركات نفسها أكثر عرضة للمخاطر التي تشكلها الصين. فقد أظهر تقرير جديد، بتكليف من مؤسسة غرفة التجارة الأمريكية، أن معظم الشركات الأمريكية، البالغ عددها نحو 200 شركة، والتي شملها الاستطلاع خلال العامين الماضيين، تعتبر الصين المصدر الأول للمخاطر الجيوسياسية".

أهداف جيوسياسية

وأكملت الصحيفة بالقول: "من الأدوات التي تستخدمها بكين بشكل متزايد لتحقيق أهدافها الجيوسياسية قواعد مكافحة الاحتكار. فعلى سبيل المثال، فشلت بعض صفقات الاندماج التي كان من الممكن أن تعود بالنفع على الشركات الأمريكية، مثل استحواذ (إنتل) المقترح على شركة (تاور سيميكونداكتور) الإسرائيلية، بعد أن ماطلت السلطات الصينية في الموافقة عليها".

ورَدًا على إجراءات التعريفات الجمركية الأخيرة التي اتخذها ترامب، أطلقت الصين، الأسبوع الماضي، تحقيقًا بشأن مكافحة الاحتكار في عمليات شركة (دوبونت) في الصين، والتي اعتمدت على البر الرئيس وهونج كونج للحصول على 19% من إيراداتها العام الماضي، دون إعطاء الكثير من التوضيح"، وفق الصحيفة.

أخبار ذات علاقة

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين

الاتحاد الأوروبي يعلق الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن "هيئة مكافحة الاحتكار في الصين تراجع صفقة من شأنها تحويل السيطرة على ميناءين في بنما من شركة (سي كيه هاتشيسون)، التي تسيطر عليها عائلة الملياردير من هونج كونج لي كا شينغ، إلى مجموعة مستثمرين بقيادة (بلاك روك)".

ورأت الصحيفة أنه "رغم أن أيًا من الشركات أو الأصول المعنية لا توجد في البر الرئيس للصين، فإن التحقيق الذي تجريه بكين يهدد بتأخير الصفقة، التي أصبحت نقطة اشتعال بين الولايات المتحدة والصين".

و "تواجه الصفقة الآن عقبة خطيرة بعد أن قال كبير المدققين الماليين في بنما إن شركة سي كيه هاتشيسون مدينة برسوم غير مدفوعة وفشلت في الحصول على التصاريح اللازمة لمواني بنما"، كما تقول "وول ستريت جورنال".

وذهب التقرير إلى القول إن "هناك بعض الخيارات التي من غير المرجح أن تلجأ إليها بكين في الوقت الحالي، نظرًا لارتفاع تكاليفها، ويشمل ذلك خفض قيمة اليوان بشكل حاد أو بيع ما تملكه من سندات الخزانة الأمريكية بشكل مكثف".

وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن "كلا الخيارين قد يؤدي إلى زعزعة استقرار السوق المالية الصينية والإضرار بهدفها الاستراتيجي المتمثل في تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأخرى"، وفق رأيها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC