رغم دخول حركة "جعل أمريكا عظيمة" (ماغا) عام 2025 في ذروة قوتها إلا أنها تعاني اليوم أعمق صراع داخلي منذ تأسيسها قبل عشرة أعوام.
ففي خضم تصاعد الانقسامات داخل الحركة، تعلّق قيادات اليمين المحافظ آمالًا على موسم العطلات؛ لإحداث تهدئة مؤقتة في الصراعات الداخلية التي تعصف بصفوفها منذ أشهر.
وتكشف التطورات المتلاحقة عن أزمة داخلية أعمق تهدد تأثير الحركة في الانتخابات النصفية المقبلة، وسط خلافات حادة حول ملفات الهجرة والعلاقات مع إسرائيل والسياسة الاقتصادية والدور الأمريكي في الخارج.
وتراهن الحركة على أن ينجح موسم العطلات وما يصاحبه من عودة الاهتمام بقياداتها ورموزها في تهدئة الصراعات المتصاعدة داخل التيار المؤيد للرئيس دونالد ترامب.
ويقول تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي: "إذا تمكنت قاعدة الحركة من توحيد صفوفها خلال العطلات ضد خصومها التقليديين من الديمقراطيين الذين أطلقوا على بعض رموز اليمين لقب "الستة المثيرين للفتنة"، إلى مدير الـFBI السابق جيمس كومي، ووسائل الإعلام، فقد يشكل ذلك فرصة لتجاوز مرحلة مؤلمة. أما إذا فشلت هذه المحاولة، فإن الاضطرابات قد تتحول إلى أزمة هيكلية تهدد نفوذ الحركة مع اقتراب الانتخابات النصفية".
وفي محاولة لتوحيد الحركة، لجأ عدد من الجمهوريين خلال الأسابيع الماضية إلى الدعوة لهدنة داخلية، في محاولة لم يُكتب لها النجاح لنقل التركيز نحو ما يعتبرونه "تهديد اليسار المتطرف".
وفي هذا الصدد، قال نائب الرئيس جيه دي فانس خلال حديث مع "بريتبارت" الأسبوع الماضي: "دعوا هذه النقاشات تستمر، لكن لا تسمحوا لها بأن تعمينا عن حقيقة أننا نواجه حركة يسارية متطرفة".
أما أندرو كولفيت من منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة" فذهب أبعد من ذلك مؤكّدًا أن مستقبل البلاد يقف بين خيارين: "شعبوية مظلومة تنتهي بثورة اشتراكية دامية وفقر، أو شعبوية قومية محافظة تقود إلى تجديد وطني".
وشهد الأسبوع الماضي سلسلة تطورات أعادت تركيز الحركة على خصومها التقليديين، بعدما تصدّر المشهد عدد من الملفات أبرزها ملف الهجرة والإسلام حيث أعاد هجوم نفّذه لاجئ أفغاني ضد جنديين من الحرس الوطني في واشنطن إشعال الغضب داخل اليمين تجاه سياسات الهجرة في عهد الرئيس جو بايدن، ما دفع ترامب إلى تعليق جميع طلبات الهجرة من المواطنين الأفغان بشكل فوري.
وفي ملف "الدولة العميقة" أثار قرار قضائي بإسقاط التهم عن جيمس كومي والمدعية العامة ليتيتيا جيمس موجة غضب جديدة داخل الحركة، التي تعتبر الخطوة دليلًا على "تخريب ليبرالي" داخل مؤسسات الدولة.
كما تسبّب مقطع فيديو لستة مشرعين ديمقراطيين فيما عرف بملف "الستة المثيرين للفتنة" وهم يحثّون العسكريين على رفض الأوامر غير القانونية في اتهامات بالخيانة، ودفع مؤثرين يمينيين للمطالبة بإعادة السيناتور مارك كيلي إلى الخدمة الفعلية لمحاكمته عسكريًا.
وفي علاقتها مع وسائل الإعلام، صعّدت الحركة هجومها على قناتي MS Now وBloomberg بعد نشر تقارير تتحدث عن توترات داخل إدارة ترامب، فيما أكد نائب الرئيس فانس أن "وسائل الإعلام تكذب لعرقلة أجندة الرئيس".
وسلط التقرير الضوء على أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي والتي شكلت استراحة قصيرة من الصراعات الداخلية داخل الحركة والتي اندلعت على عدة جبهات أبرزها قضية إسرائيل ومعاداة السامية، حيث توسعت النقاشات حول المساعدات لإسرائيل وتعريفات معاداة السامية لتشعل جدلًا حول مفهوم الانتماءات داخل الحركة، وهو صراع اندلع بعد مقابلة تاكر كارلسون مع منكر الهولوكوست نيك فوينتس.
أما في قضية جيفري إبستين، فطالبت الحركة بمزيد من الشفافية بشأن وفاة رجل الأعمال الراحل والمُدان بالمتاجرة بالجنس في السجن عام 2019.
وفي نهاية المطاف، استجاب ترامب للضغط ووافق على تمرير التشريع، لكنه في الوقت نفسه عارض انتقادات النائبة مارجوري تايلور غرين لطريقة تعامله مع القضية، ما دفعها إلى الاستقالة.
وفي قضية الهجرة، أثار دفاع ترامب عن منح تأشيرات H-1B للعمال الأجانب ذوي المهارات العالية خلافًا مع قاعدته الانتخابية، التي ترى أن العمال الأمريكيين يمتلكون جميع المهارات اللازمة للاقتصاد الوطني.