logo
العالم

جدل أوروبي حول ترشيح بوعلام صنصال لجائزة "ساخاروف"

الكاتب بوعلام صنصالالمصدر: AFP

أثارت فكرة ترشيح الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المحتجز في الجزائر منذ أكثر من عشرة أشهر، لنيل جائزة ساخاروف التي يمنحها البرلمان الأوروبي، جدلاً واسعًا، حتى داخل معسكر داعميه.

الكاتب، الذي أدين في استئناف الحكم الصادر بحقه في الجزائر في 1 يوليو بالسجن 5 سنوات؛ بسبب عدة تهم بينها "الإضرار بالوحدة الوطنية"، لا يزال قيد الاحتجاز منذ 16 نوفمبر 2024 إثر تصريحاته حول انتماء غرب الجزائر للمغرب.

وبينما يتفق الجميع على المطالبة بإطلاق سراحه، اختلف الداعمون حول الطريقة المثلى لتحقيق ذلك، لا سيما في ظل مشاركة اليمين المتطرف الفرنسي في ترشيحه.

أخبار ذات علاقة

الكاتب بوعلام صنصال

الجزائر تثبت الحكم بسجن بوعلام صنصال.. وباريس تنتظر عفوًا رئاسيًا

تدخل اليمين المتطرف

في 9 سبتمبر، اقترح فريق النواب الأوروبيين من حزب "الوطنيون من أجل أوروبا" بقيادة جوردان بارديللا، المنتمي لحزب "التجمع الوطني" (RN)، ترشيح صنصال لنيل جائزة ساخاروف لعام 2025، وهي جائزة مرموقة تكافئ المدافعين عن "حرية الفكر"، كما ذكرت "لوموند أفريك".

هذا الترشيح أثار ردود فعل متباينة، فقد أصدر أنطوان غاليمار، ناشر صنصال، بيانًا أكد فيه رفض الكاتب لهذه الخطوة "المنحازة سياسياً".

 وأكد أن الترويج له باسم حركة سياسية متطرفة يتناقض مع قيم التسامح التي دافع عنها طوال مسيرته. وأضاف الناشر أن أي قبول لهذا "الترشيح القسري" لن يتم من ممثلي الكاتب في فرنسا.

أخبار ذات علاقة

لافتة دعم لبوعلام صنصال في فرنسا

الجزائر... تطور جديد في قضية الكاتب بوعلام صنصال

 خلاف بين داعمي الكاتب

ردًا على ذلك، اعتبرت لجنة دعم صنصال، التي ترأسها نويال لينوير، العضو السابق في المجلس الدستوري الفرنسي، أن "لا أحد يملك الحق في الحديث باسم بوعلام صنصال"، مشيرة إلى أنه محتجز ويعجز عن التعبير بحرية. 

وقد أشار البيان ضمنيًا إلى أن الناشر قد يكون استغل وضعه الراهن، واستمر الخلاف خلال عرض مسرحي مقتبس من روايته "قرية الألمانية" في باريس في 17 سبتمبر الجاري، عندما رفضت السلطات الطلب المقدم من اللجنة للتعريف بأنشطتها قبل العرض.

أبعاد سياسية أوروبية

يأتي هذا الجدل في سياق نقاشات مشحونة داخل البرلمان الأوروبي حول محاولة اليمين المتطرف احتكار قضية صنصال. ناتالي لوازو، النائبة الأوروبية من مجموعة Renew الليبرالية، اعتبرت أن هذه الخطوة قد تضر بالكاتب، مؤكدة أن "ترشيحه للجائزة عبر تجمع وطني متطرف لن يساعد على إطلاق سراحه".

أما الهدف الأساسي للدبلوماسية الفرنسية فهو "أوروبنة" قضية صنصال، لتخفيف العبء الفرنسي-الجزائري عنها، بما يسهم في تهدئة الوضع وتحقيق فرصة لإطلاق سراحه دون الانخراط في التوترات الثنائية.

أخبار ذات علاقة

 الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يستأنف حكم السجن بحقه

 تاريخ الجائزة وأهميتها

تُعد جائزة ساخاروف أرفع تكريم يمنحه الاتحاد الأوروبي للأشخاص أو المنظمات التي تسعى للدفاع عن حقوق الإنسان.

يُعلن عن الفائز عادة في أكتوبر من قبل مؤتمر رؤساء البرلمان الأوروبي، ثم يتم تقديم الجائزة في جلسة عامة بستراسبورغ.

يحمل اسم الجائزة العالم أندريه ساخاروف (1921-1989)، الذي بعد تطويره للقنبلة الهيدروجينية السوفيتية، كرّس نفسه للدفاع عن حقوق الإنسان وإنشاء لجنة للدفاع عن ضحايا المحاكمات السياسية.

حصل ساخاروف على جائزة نوبل للسلام عام 1975، لكنه لم يتمكن من استلامها شخصيًا بسبب اعتباره معارضًا للنظام السوفيتي.

تُمنح الجائزة للأفراد والمنظمات من مختلف الجنسيات، ومن أبرز الفائزين نيلسون مانديلا، وأونغ سان سو تشي، وجمعية "أمهات ميدان مايو"، وصولًا إلى ماريا كورينا ماتشادو وماهسا أميني أخيرًا.

كيفية اختيار الفائز

يقترح المرشحون من قبل المجموعات السياسية في البرلمان الأوروبي، ثم تنتخب لجنة الشؤون الخارجية ولجنة التنمية ثلاثة مرشحين نهائيين. بعد ذلك، يقرر مؤتمر رؤساء البرلمان الأوروبي الفائز، ويُسلّم الجائزة عادة في جلسة عامة حول 10 ديسمبر، ويُمنح الفائز 50 ألف يورو.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC