الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تعقد لجنة السلام البرلمانية في تركيا، يوم غدٍ الخميس، اجتماعاً حاسماً حول مصير المسار الذي تسير فيه أنقرة وحزب العمال الكردستاني منذ أكثر من عام، وقد وصل مفترق طرق تحيط به العقبات والتحديات.
وهذا هو أول اجتماع للجنة التي تضم ممثلين عن الأحزاب السياسية في البرلمان التركي منذ زيارة وفد يمثل 3 أحزاب فيها فقط، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان في سجنه، بخطوة مفصلية في عملية السلام.
كما أن الاجتماع المرتقب يأتي بعد لقاء اللجنة، الشهر الماضي، مع وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الاستخبارات التركية، والاستماع في جلسة سرية لتقييمهم خطوات حزب العمال الكردستاني في إعلان حل نفسه وإلقاء مقاتليه للسلاح.
وشهدت الأيام القليلة الماضية عدة مؤشرات على تحديات وعقبات تواجه عملية السلام في مرحلتها الحالية، كان آخرها توتراً وتراشقاً كلامياً بين زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، والزعيم الكردي في إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، وكلاهما من أشد أنصار عملية السلام.
فقد انتقد بهتشلي في مقابلة صحفية، الثلاثاء، حضور مرافقة مسلحة مع برزاني في زيارته الأسبوع الماضي، محافظة "شرناق" في جنوب تركيا والمشاركة في احتفالية سنوية بذكرى رجل متصوف راحل، معتبراً أنها انتهاك لسيادة البلد.
ورد برزاني الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين أكراد تركيا، عندما وصف مكتبه، بهتشلي بالعنصرية والشوفينية، قبل أن تصدر الخارجية التركية بياناً تدافع فيه عن بهتشلي وتطلب توضيحاً من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يعد مسعود برزاني من زعمائه التاريخيين.
وبدأت عملية السلام بدعوة من بهتشلي في البرلمان التركي، وجهها لأوجلان في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، لتجد استجابة ونداءً وجهه الزعيم الكردي لحزبه ومقاتليه بالانخراط في العملية التي أكد برزاني بدوره في زيارته لتركيا، دعمه لها حتى النهاية.
وطالب قادة في حزب العمال الكردستاني، في الأيام القليلة الماضية، بأن تفرج أنقرة عن أوجلان قبل أن يقدموا على أي خطوة جديدة في مسار السلام بعد إعلان حل الحزب وسحب المقاتلين من تركيا والمناطق الحدودية معها، إلى معاقل الحزب في مناطق جبلية بإقليم كردستان العراق.
ووردت تلك المواقف على لسان القيادي في حزب العمال الكردستاني، آمد ملاذ غيرت، والرئيسة المشاركة للمجلس التنفيذي لـ"منظومة المجتمع الكردستاني"، بيسي هوزات، في تصريحات إعلامية تركت صدى سلبياً حول المرحلة المقبلة.
ويواجه الإفراج عن أوجلان، وحتى حضوره للبرلمان كما وعد بهتشلي قبل عام، اعتراضاً من أحزاب وسياسيين أتراك، لكن دعوة بهتشلي له العام الماضي تضمنت بشكل صريح حقه في الاستفادة من قانون "الحق في الأمل".
و"الحق في الأمل" مبدأ أقرته محكمة حقوق الإنسان الأوروبية التي تشمل قراراتها تركيا، عام 2014، ويسمح بالإفراج عن المحكومين بالسجن المؤبد المشدد مدى الحياة، بعد مضي 25 عاماً من محكومياتهم والسماح لهم بالانخراط في المجتمع.
وشهد يوم أمس الثلاثاء، زيارة مفاجئة لأوجلان في سجنه بجزيرة "إيمرالي" في غرب تركيا، قام بها أعضاء في حزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب"، الذي يلعب دور الوسيط بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني.
ولم يتم الكشف عن سبب اللقاء وما نتج عنه، لكنه يندرج في مساعي الحزب الممثل في البرلمان التركي والقريب من أكراد تركيا، لإزالة أي عقبات تعترض عملية السلام، وبينها المواقف الجديدة لقادة حزب العمال الكردستاني.
وعقدت لجنة السلام البرلمانية، طوال الأشهر الثلاثة الماضية، اجتماعات مع وزراء الحكومة ورجال أعمال ومحامين وخبراء حل نزاعات دولية وممثلين عن جمعيات ومنظمات مدنية، بينهم ضحايا الصراع، وجنود وضباط سابقون.
ويسود ترقب كبير بأن اجتماع يوم غدٍ الخميس، قد يكون الأخير للجنة من خلال رفع مقترحاتها للبرلمان كي يدرس ويقر أعضاؤه مساراً قانونياً وقضائياً يحدد مصير قادة حزب العمال الكردستاني ومقاتليه.
ويشكل ذلك المسار عند الإعلان المرتقب عنه، أول مؤشر حقيقي على بدء مرحلة جديدة في عملية السلام يعود فيها مقاتلون وأعضاء في حزب العمال الكردستاني لتركيا، لينخرطون في الحياة السياسية والاجتماعية فيها كما هدفت عملية السلام عند انطلاقها، بجانب إقرار تشريعات وحتى دستور جديد يلبي طموح أكراد تركيا في العدالة والمساواة.
وتقول أنقرة إن عملية السلام الجارية، حساسة للمجتمع التركي، بعد عقود من الصراع المسلح، لكنها ماضية فيها رغم العقبات، حتى النهاية بالتزامن مع موقف مماثل أعلن عنه أوجلان أكثر من مرة خلال مفاوضات العملية.
وتلقى عملية السلام معارضة من أحزاب تركية قومية أو يمينية، بجانب وجود تقارير عن معارضين داخل حزب العمال الكردستاني، للسلام مع أنقرة والتخلي عن السلاح.