حذر رئيس أركان الدفاع النيجيري الجنرال كريستوفر موسى، من سقوط منطقة الساحل في أيدي المتطرفين، واقترح بناء سياج على الحدود مع الدول المجاورة للحد من تحركات المسلحين.
وقال الجنرال كريستوفر موسى خلال كلمة في مؤتمر صحفي بالعاصمة النيجيرية أبوجا، إن "نيجيريا محاصرة من قبل 4 دول في منطقة الساحل، وعليها الاقتداء بعدة دول لجأت إلى تسييج حدودها بسبب انعدام الأمن في الجوار".
وسيّجت باكستان حدودها مع أفغانستان بطول 1350 كيلومترًا، وكانت تلك هي "المرة الوحيدة التي حظيت فيها بالسلام"، وفق تصريح الجنرال النيجيري.
وتساءل إن كان ذلك ممكنا في نيجيريا، إذ تجمعها حدود طويلة بما يناهز 1500 كيلومتر مع جمهورية النيجر، و1900 كيلومتر مع الكاميرون، و85 كيلومترا مع تشاد واصفا منطقة "الساحل بكرة النار المشتعلة التي إذا سقطت، فإن نيجيريا ستكون الهدف التالي".
وعلى الرغم من تحييد قادة متطرفين، لا تزال جماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا، يطاردان عدة مدن في نيجيريا، حيث يجندان ويعيدان تنظيم صفوفهما.
وإلى جانب النيجر، وتشاد، والكاميرون، تجمع حدود نيجيريا ببنين، وجميعها تشهد تناميا في نشاط الجماعات المسلحة، وغالبًا ما تُحمّل الحكومة النيجيرية مسؤولية استمرار الهجمات في شمال البلاد لتسلّل مقاتلين أجانب عبر حدودها.
وبينما تنشط في الكاميرون جماعة بوكو حرام، يضاف تحدي مواجهة النيجر وتشاد لتنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، إضافة إلى حدود مع بنين التي شهدت أخيرا هجمات متعددة تبنّتها جماعات مسلّحة تتمركز في النيجر وبوركينا فاسو.
وقال الجنرال موسى، إن "الثروات التي تزخر بها نيجيريا تجعلها هدفا للجماعات المسلّحة، وإنه من السيادة الوقوف في وجه المتطرفين وتأمين البلاد".
وأعادت نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر في عام 2015 تنشيط قوة "المهام المشتركة" متعددة الجنسيات التي أنشئت في عام 1994 لمحاربة الجماعات المسلحة في حوض بحيرة تشاد.
لكن القوة تم تجميدها بعد إعلان الجيش النيجري، انسحابه منها في شهر مارس الماضي.
وكانت تشاد قد هددت في نهاية عام 2024 بالانسحاب من قوة "المهام المشتركة" متعددة الجنسيات بسبب "الافتقار إلى توحيد الجهود"، في أعقاب هجوم أسفر عن مقتل حوالي 40 من جنودها.