أعلن يوري إغنات، رئيس قسم الاتصالات في قيادة القوات الجوية للقوات الأوكرانية، أن مقاتلات "إف 16" الأمريكية غير قادرة على مواجهة نظيرتها الروسية المتقدمة تقنيا في المعارك الجوية.
جاء هذا التصريح بعد مرور 5 أشهر من تزويد الدول الغربية كييف بهذه المقاتلات لكن يبدو أنها لا تستطيع حسم المعركة.
وقال إغنات، إن أوكرانيا ترغب في الحصول على تعديلات أكثر تطورا على "إف-16، مع رادارات أكثر قوة وصواريخ بعيدة المدى.
وأضاف أنه "من الصعب جدا التنافس بمفردنا في المعارك الجوية مع الطائرات الروسية المتقدمة تقنيا".
وتعليقا على الاعترافات الأوكرانية، قال د. آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، إن الدول الغربية قدمت "إف-16" في صيف 2024 كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، وكان الهدف من تقديم هذه الطائرات هو تحديث أسطولها بهدف الحصول على طائرات جديدة وهي ”إف-35".
وأضاف ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه بطبيعة الحال، طائرات "إف-16" هي مقاتلات قديمة، وإمكانياتها الفنية أصبحت ضعيفة.
وأشار إلى أن روسيا تمتلك مقالات متطورة تستطيع القضاء على المقالات الأمريكية "إف-16" مثل سو 35 وميج 31، وهاتان الطائرتان قادرتان على اصطياد طائرات "إف-16".
وأردف أن "إف-16" من أشهر أنواع الطائرات لكنها ليست الأفضل، خاصة وأنها طائرة قتالية تكتيكية ويصل مدى الطيران لها 4220 كم ولو تجولت في أنحاء أوكرانيا من أقصى شرقها إلى غربها فإنها لا تستطيع الطيران لأكثر من 4 مرات فقط.
وبين ملحم أن طائرات "إف-16" غير قادرة على الاقتراب من خطوط الجبهة؛ لأن المقاتلات الروسية قادرة على إسقاطها بواسطة خطوط الدفاع الجوية، عن طريق منظومة صواريخ إس 400 والتي يصل مداها إلى حوالي 360 كلم؛ وبالتالي روسيا قادرة على اصطيادها من قلب الأراضي الروسية.
وقال إنه تم استخدام طائرات "إف-16" في أوكرانيا لمواجهة المسيرات الروسية.
ولفت إلى أن روسيا تقوم باستخدام القنابل الموجهة "فاب" و"كاب"، وهي بمثابة صاروخ ثقيل وكبير ومنظومة، باتريوت في أوكرانيا غير قادرة على التعامل معها كما أن طائرات "إف-16" غير قادرة على إسقاط تلك القنابل الروسية الموجهة والتي يصل مداها إلى مسافة 70 كلم، وبالتالي عقدت هذه القنابل عمل مقاتلات "إف-16" الأمريكية.
وأرجع سبب شكاوى أوكرانيا من تلك الطائرات الأمريكية إلى أن عددها قليل، وغير قادرة في نفس الوقت على التعامل مع مواجهة السلاح الجوي الروسي المتطور.
واختتم ملحم حديثه أنه لا يعتقد أن تزود الولايات المتحدة أوكرانيا بمقاتلات متطورة خشية التصعيد الروسي والدخول في مواجهة مباشرة معها.
ومن جانبه، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري، رئيس قسم الإستراتيجيا في مركز الدراسات الإنثروستراتيجيا، إن طائرات "إف-16" مهمة جدا كمقاتلة لكن هناك تطورا كبيرا على الجانب الآخر في سلاح الجو الروسي في منظومة الاتصالات، وميكانيكا ميج 27 أهم ميكانيكا من "إف-16" في قدرات السرعة وقدرات المناورة.
وبين زهوي أن روسيا طورت منظومة الاتصالات لسلاح الجو لديها والتكنولوجيا، وتمكنت روسيا أن تخترق التشويش الذي كانت تقوم بها مقاتلات "إف-16".
وأكد في تصريحات، لـ"إرم نيوز"، أنه عندما جاءت طائرات سوخوي 35 إلى السعودية توقفت الاتصالات في البحر الأحمر بسبب تشويشها؛ لأنها جاءت لحماية الرئيس بوتين خلال زيارته للسعوديه وقتها.
وأضاف أن الطائرات الروسية استطاعت التشويش على البوارج الأمريكية في البحر الأحمر، ولفت إلى أن "سوخوي 35" توازي قوة المقاتلة الأمريكية "إف-35" لكنها أسرع منها؛ لذلك فإن قدرة سلاح الجو الروسي أكبر بكثير من نظيرته الأمريكية.
وأشار زهوي إلى أن المقاتلة الأمريكية "إف-16" أصبحت من الطراز القديم ولم تستخدم أجهزة اتصالات حديثة؛ لذلك فإن سلاح الجو الروسي يتفوق على سلاح الجو الأوكراني الممول من أمريكا والغرب.
وخلص إلى أن سلاح الجو الأوكراني غير قادر على مواجهة سلاح الجو الروسي.
وتابع: "لكن نقطة الضعف الوحيدة عند الروس هي نقص الطاقات البشرية، وبعد الاعتماد على كوريا الشمالية سدت روسيا هذه الثغرة، كما كان عند روسيا ضعف في منظومة الصواريخ متوسطة المدى، وتم سد هذه الفجوة أيضا، بالإضافة إلى الكشف عن صاروخ أوريشنيك الباليستي، وبالتالي فإن روسيا قادرة على حسم المعركة لصالحها وبسهولة".
