ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

"خلية نحل" تعمل على عقد اللقاء.. لماذا تحاول الصين إقناع ترامب بزيارة بكين؟

الرئيس الأمريكي ونظيره الصينيالمصدر: ذا كوريا تايمز

لشهرين كاملين، كثّفت الدبلوماسية الصينية جهودها لإقناع البيت الأبيض بقبول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بكين؛ كونها خطوة ترى القيادة الصينية فيها انتصارًا دبلوماسيًّا يكرّس مكانة الرئيس الصيني شي جين بينغ على المسرح العالمي.

لكن خلف الكواليس، تضع الإدارة الأمريكية شروطًا واضحة: تنازلاتٌ ملموسة من بكين في ملفات التجارة و"تيك توك"، مقابل منح شي هذه الصورة الرمزية.

أخبار ذات علاقة

الناتو خلال لقائه زعماء أوروبيين والرئيس الأوكراني ف

البيت الأبيض: ترامب ضغط على زعماء أوروبا لوقف شراء النفط الروسي

 وكشفت "وول ستريت جورنال"، أن جولة المفاوضات التي انطلقت الأحد في  مدريد بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ، تحوّلت إلى اختبار يتجاوز لغة الأرقام، عندما أصبح ملف "تيك توك" المعيار الأوضح لقياس مدى استعداد بكين لتقديم تنازلات؛ إذ يواجه التطبيق الشهير مهلة أخيرة لبيع حصصه الأمريكية من شركته الأم "بايت دانس". 

ويرى الخبراء أنه رغم تمديد ترامب للمهلة ثلاث مرات هذا العام، تبقى العقبة الكبرى في خوارزمية التوصية الخاصة بالتطبيق، التي صنفتها بكين كسلاح تكنولوجي إستراتيجي يخضع لقوائم الحظر على التصدير؛ ما يعني أن أي صفقة من دونها تصبح بلا قيمة.

أخبار ذات علاقة

البيت الأبيض

ترامب يعلق على "الفيديو الغامض" من البيت الأبيض

وبحسب مصادر مطلعة فإن الأمر في واشنطن لم يعد تقنيًّا فحسب؛ بل إن مرونة الصين في هذا الملف ستُقرأ كمؤشر على استعدادها لتلبية الشروط التي قد تفتح الطريق لزيارة ترامب، لكن بكين ترد عبر وزارة التجارة بالدعوة إلى "اللقاء في منتصف الطريق" من دون تفاصيل، في وقت يلتزم فيه الجانب الأمريكي الصمت.

ومع أن جولات التفاوض الثلاث السابقة انتهت فقط بوقف مؤقت للتصعيد الجمركي، فإن جولة مدريد تحمل وزنًا إضافيًّا؛ فالصين تضغط لعقد القمة على أرضها، حيث يمكن ضبط المشهد وضمان إظهار شي في صورة الزعيم الممسك بزمام اللعبة، بعيدًا عن عفوية قمم مثل منتدى "أبيك".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

هل يخفي البيت الأبيض "سرا" عن صحة ترامب؟

وبحسب الصحيفة الأمريكية، تتزايد مخاوف المسؤولين الصينيين من تكرار مشاهد محرجة كتلك التي تعرَّض لها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض حين واجه توبيخًا علنيًّا من ترامب، ولذلك، تُفضّل بكين قمة محكومة بتفاصيلها سلفًا، تمنع أي مفاجآت غير مرغوبة.

في هذا السياق، تُطرح احتمالية إرسال رئيس الوزراء لي تشيانغ إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يسعى الصينيون للضغط أكثر على إدارة ترامب، ملوحين بمقايضة رمزية: زيارة الرئيس الأمريكي إلى بكين هذا العام، مقابل استعداد شي لزيارة واشنطن العام المقبل في قمة العشرين.

لكن السؤال الأبرز: هل لدى بكين ما يكفي لتضعه على الطاولة؟ فحتى الآن، لم تتحرك في ملف فول الصويا الذي يشكل مطلبًا أمريكيًّا ثابتًا، ولم تستجب لمطالب ضبط تدفق المواد المستخدمة في تصنيع الفنتانيل، مشترطة رفع التعرفة الجمركية البالغة 20% مقابل أي التزام، وحتى صفقة "بوينغ" المحتملة، التي يجري الحديث عنها، تبقى مؤجلة بفعل تراكم الطلبيات غير المسلمة؛ ما يجعلها ورقة بعيدة المدى أكثر من كونها تنازلًا فوريًّا.

وبحسب مراقبين فإن شي جين بينغ بينما يُصرُّ على إدارة مواجهة طويلة النفس مع الولايات المتحدة، فإنه يوظّف أدوات جديدة: من تشديد القيود على صادرات المواد الأساسية لصناعة الرقائق وإف-35، إلى فتح تحقيقات في سوق أشباه الموصلات الأمريكية ردًّا على توسيع واشنطن لقائمة العقوبات على الشركات الصينية.

وبهذا المعنى، لا تبدو بكين معنية بالمكاسب التجارية فحسب، بل بالهيبة الرمزية؛ فقبول ترامب زيارة مشروطة بترتيبات صينية صارمة قد يتحول في النهاية إلى اختبار لصورته هو نفسه: هل يظهر كزعيم يدخل الساحة الصينية لاعبًا مستقلًّا، أو كورقة تُستخدم لإخراج مشهد سياسي صيني محسوب بدقة؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC