logo
العالم

الهند بين باريس وواشنطن.. سباق محركات المقاتلات يكشف صراع النفوذ الدفاعي

طائرة مقاتلة هنديةالمصدر: (أ ب)

تدرس الهند خيار شراء محركات فرنسية الصنع لطائراتها المقاتلة المتطورة، في وقت تتباطأ فيه المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التصنيع المشترك لمحركات أمريكية.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي نيودلهي لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث أسطولها الجوي بعد سنوات من الاعتماد على طائرات قديمة من طراز جاكوار البريطانية وميراج-2000 الفرنسية.

وأكد مسؤولون هنود، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم للوكالة، أن الهند تجري محادثات مع شركة "سافران إس إيه" الفرنسية، لكنها لم توضح ما إذا كان الخيار النهائي سيكون شراء المحركات مباشرة أو إنتاجها بشكل مشترك داخل الهند.

أخبار ذات علاقة

طائرة رافال المقاتلة

رافال على أبواب تايبيه.. تهديد مضاعف لبكين بعد صفقات الهند وتايوان

ويأتي ذلك في ظل تباطؤ المفاوضات مع الولايات المتحدة حول تصنيع مشترك لمحركات جنرال إلكتريك إف-414، والذي كان مقررًا أن يشغل المقاتلة المحلية المتطورة تيجاس مارك-2.

التحديث الاستراتيجي للأسطول الجوي الهندي

تسعى الهند لبناء نحو 200 طائرة متقدمة لتحل محل أسطولها الحالي، الذي يشمل طائرات جاكوار وميراج-2000، والتي يقترب موعد تقاعدها.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن الهدف هو تعزيز قدرات الدفاع الجوي بعد صراع شبه شامل مع باكستان شمل ضربات جوية وطائرات بدون طيار ومدفعية وصواريخ.

كما تشير التقارير إلى أن الهند تواجه نقصًا في الطائرات المقاتلة؛ ما دفعها إلى السعي لزيادة الإنتاج المحلي من خلال شراكات مع كبرى شركات تصنيع الأسلحة العالمية، ضمن خطة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لتنويع مصادر المعدات الدفاعية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على روسيا.

أخبار ذات علاقة

سفينة INS JalAshwa الهندية

الهند في مواجهة التهديدات البحرية.. أكبر مشروع سفن برمائية ينطلق أخيرًا

وفي خطوة تاريخية، سمحت الهند لأول مرة هذا العام للشركات المحلية الخاصة بتصميم وتطوير طائرات حربية متقدمة، في محاولة لإنشاء صناعة دفاعية محلية قوية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة أن الهند تعتبر ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

التحديات الدبلوماسية والاقتصادية

يأتي هذا التحول في وقت تتعرض فيه العلاقات الهندية-الأمريكية لضغوط غير مسبوقة، بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على الهند؛ ما شكل توترًا تجاريًا كبيرًا بين البلدين.

ومع ذلك، أظهر الجانبان رغبة في الحفاظ على التزاماتهما الدفاعية، حيث زار فريق من وزارة الدفاع الأمريكية مع مسؤولين من شركة "بوينغ" الهند الأسبوع الماضي للتفاوض على بيع طائرات مراقبة بقيمة تُقدّر بـ4 مليارات دولار.

أخبار ذات علاقة

ناريندرا مودي

"نيويورك تايمز": "انتفاضات" جنوب آسيا تمثل تحدياً لطموح الهند "العالمي"

ويشير الخبراء إلى أن اختيار الهند لمحركات فرنسية قد يعكس رغبتها في تحقيق التوازن بين تعزيز الصناعات المحلية واستفادة أسطولها من التكنولوجيا المتقدمة، في ظل بطء المفاوضات الأمريكية، وحرصها على عدم تأخير تحديث قدراتها الجوية.

كما أن هذا الخيار يمكن أن يمنح نيودلهي قدرة أكبر على التنقل بين شركائها الاستراتيجيين، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، بما يتوافق مع أهدافها الدفاعية على المدى الطويل.

التطلعات المستقبلية للصناعة الدفاعية الهندية

تسعى الهند من خلال هذه الخطوة إلى بناء قطاع صناعي عسكري محلي قوي، يمكنه تصميم وإنتاج طائرات متقدمة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهو هدف رئيسي لرئيس الوزراء مودي.

كما يتيح التعاون مع شركاء دوليين مثل "سافران" و"جنرال إلكتريك" فرصة لنقل التكنولوجيا وتطوير المهارات الهندية في صناعة المحركات العسكرية.

وفي الوقت نفسه، يمثل هذا التوجه اختبارًا لدبلوماسية الهند، حيث يتعين عليها الموازنة بين الالتزامات الدفاعية تجاه الولايات المتحدة، والاستفادة من التكنولوجيا الأوروبية، وضمان استمرار تحديث أسطولها الجوي لمواجهة التحديات الإقليمية مع باكستان ودول الجوار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC