logo
العالم
خاص

من كابول إلى واشنطن.. ترامب يعيد تقييم طالبان لتحدي خصومه الكبار

عناصر من حركة طالبانالمصدر: (أ ف ب)

قالت مصادر أمريكية مطلعة إن المناقشات الشاملة التي عقدها وفد أمريكي في العاصمة الأفغانية كابول، هدفت إلى تعميق دائرة التنسيق مع طالبان، حتى تكون بمثابة "ضاغط استراتيجي" مرة أخرى لصالح الولايات المتحدة على الصين وروسيا.

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن عمل هذا الوفد وزيارته إلى كابول عكست رغبة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة تقييم حساباتها خلال الفترة المقبلة بخصوص ملف أفغانستان على أكثر من مستوى.

وتابعت "أدركت واشنطن أنها ارتكبت خطأ جيوستراتيجيًا بخصوص أفغانستان عندما قامت بالانسحاب التكتيكي الذي كان يهدف إلى تحميل طالبان أعباء وتحديات تجاه روسيا والصين، لكن تبيّن أن هذه الخطة كانت فاشلة وجاءت بنتائج عكسية على الولايات المتحدة واستُغلّت ضدها.

أخبار ذات علاقة

متقي وبولر خلال لقاء في كابول

محادثات أفغانية أمريكية في كابول حول الأسرى وفرص الاستثمار

 وكان وزير خارجية أفغانستان أمير خان متقي التقى مؤخرا في كابول وفدا أمريكيا برئاسة آدم بولر، المبعوث الخاص لشؤون الأسرى، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان لها.

وفي الوقت ذاته، أكدت حركة طالبان أنها عقدت مناقشات شاملة مع الوفد الأمريكي حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين كابول وواشنطن، وتوصّلوا إلى اتفاق مع واشنطن بشأن الرعايا الأمريكيين المحتجزين.

وأشارت المصادر إلى أن سلوك طالبان الحالي غيّر الكثير من المفاهيم التي بُني عليها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، في ظل متغيرات من بينها ما جرى من "حلف اقتصادي" - على حد وصفها - بين طالبان والصين، التي تشهد تمددا غير طبيعي في عمليات تأهيل البنية التحتية، بعد أن غيّرت الحركة الأفغانية سلوكها وأصبحت أقل تشددا.

وبيّنت المصادر أن هناك ملفات أخرى تم تناولها بين الطرفين في كابول، من بينها ملف العقوبات الأمريكية، والتي تطلب طالبان أن يكون هناك خطة عمل للتعامل معها في أقرب وقت، بالإضافة إلى مناقشة توجيه استثمارات أمريكية إلى مجال المعادن في أفغانستان.

ومن كابول، يقول المحلل السياسي الأفغاني عمر قاضي إنّه حتى الآن لم يُعلن أي من الجانبين، واشنطن وطالبان، عن تفاصيل دقيقة حول تجاوز فعلي في ملف المحتجزين الأمريكيين، لكن طالبان تحدثت عن مناقشات شاملة حول تطوير العلاقات الثنائية، وهو ما يشير إلى أن واشنطن لا تقتصر في حوارها مع كابول على الجانب الإنساني فقط.

أخبار ذات علاقة

طائرات في مطار تديره حكومة طالبان في أفغانستان

لمواجهة أزمتها المالية.. طالبان تستثمر في المجال الجوي الأفغاني

 وبيّن قاضي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن واشنطن تستمر في البحث مع طالبان قضايا أوسع، قد تشمل التعاون الأمني المحدود، الترتيبات الدبلوماسية، أو ضمانات تتعلق بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

ويؤكد قاضي أن الدور الأمريكي الجديد في أفغانستان يبدو محكوما ببراغماتية عالية، لافتا إلى أن واشنطن لا تفكر بالاعتراف الرسمي بالحكومة الحالية، لكنها في المقابل مضطرة للتواصل مع طالبان في ملفات محددة، مثل مكافحة الإرهاب، المساعدات الإنسانية، وإدارة ملف المواطنين الأمريكيين، أي أن العلاقة تتحرك في إطار "تواصل عملي" لا يصل إلى شراكة سياسية كاملة.

وأوضح مدير مركز جي إس إم للأبحاث، أصف ملحم، أن الاهتمام الأمريكي بأفغانستان مستمر حتى هذه اللحظة على الرغم من انسحاب القوات الأمريكية في عام 2021، لافتا إلى أن اهتمام إدارة ترامب يكمن في عدة أسباب.

ويرى "ملحم" في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن من أهم النقاط التي ينظر إليها ترامب أن أفغانستان تتموضع في موقع بالغ الأهمية، يطل على الصين وباكستان وإيران وآسيا الوسطى وروسيا، لذلك فإن مكانها يؤهلها لأن تكون بؤرة تنافس جيوستراتيجي كبير.

ولفت ملحم إلى أن البنية الأمنية في طالبان غير متجانسة، أي أن "طالبان – كابول" تختلف عن "طالبان – قندهار"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تستثمر في توظيف هذا الخلاف من أجل مصالحها المختلفة، سواء ضد إيران أو الصين، وأيضا مصالحها في آسيا الوسطى.

وأضاف ملحم أن هناك اهتماما أمريكيا اقتصاديا جيوستراتيجيًا بأفغانستان، بعد تعاظم الجبهة الجديدة التي تقودها الصين وروسيا، والتي تسعى إلى تحقيق التكامل في الفضاء الأوراسي، من الشرق الأقصى حتى سواحل البحر المتوسط، بالإضافة إلى اهتمام واشنطن ببعض المجالات الاقتصادية التي قد يراهن عليها ترامب في هذه المنطقة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC