logo
العالم

تجسس وتجنيد وإغراءات.. تقرير يكشف عمليات الموساد المعقدة في قلب صنعاء

تجسس وتجنيد وإغراءات.. تقرير يكشف عمليات الموساد المعقدة في قلب صنعاء
مسلحون حوثيونالمصدر: منصة إكس
31 يوليو 2025، 9:13 ص

كشف تقرير عن تركيز أمريكي إسرائيلي مؤخرًا على تصعيد الحرب الإلكترونية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، عبر عمليات تجسس وتجنيد، وذلك لتعويض "الفراغ الاستخباراتي" حول سلطة الأمر الواقع في صنعاء.

ووفق شهادات ليمنيين، نشرتها مجلة "ذا كرادل"، فقد تلقى المئات من الصحفيين والناشطين مكالمات ودعوات لمحادثات مكتوبة بصيغ "تحايل" متعددة، بعضها انتحل أسماء فلسطينيين. 

وبعد أشهر من انضمام ميليشيا الحوثي إلى ما يُعرف بـ "جبهة الإسناد"، إثر هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 2023، بدأت تل أبيب بإسناد أمريكي، بفتح جبهة أخرى بعيدًا عن الجوّ والبحر، حيث دار صراعها مع الحوثيين.

ونُقل مؤخرًا عن إيال بينكو، المسؤول الدفاعي الإسرائيلي السابق والباحث البارز في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية، أن تل أبيب لا يمكنها هزيمة الحوثيين إلا بتصعيد عملياتها الاستخباراتية، خصوصًا مع استحالة وجود "مناورة برية" وقوات تابعة لها في صنعاء وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيا.

وبحسب تقرير "ذا كرادل"، ونقلًا عن مصادر إسرائيلية، فإن جهازي "الموساد" و"أمان" للاستخبارات العكسرية، لم يعطيا الأولوية لأنشطة الاختراق وجمع المعلومات في اليمن، حتى الـ18 من نوفمبر 2023، أي بعد 40 يومًا من بدء "حرب الإسناد" التي شنّتها ميليشيا الحوثي على تل أبيب.

أخبار ذات علاقة

عناصر من ميليشيا الحوثي

ماذا يعني تلويح الحوثيين بتنفيذ "المرحلة الرابعة" من التصعيد البحري؟

 وحينها، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، علنًا إلى إنشاء قنوات استخباراتية داخل مناطق سيطرة الحوثي، وهو رأي انضمّ إليه مستشار الأمن القومي السابق، يعقوب أميدرور، الذي أقرّ بأن أجهزة الأمن في تل أبيب "أساءت فهم حسابات الجماعة الحوثية".

 استهداف بالإعلانات

تنقل "ذا كرادل" عن مصدر أمني لم تعرّفه، أن جهود تل أبيب لتجنيد اليمنيين بدأت أولًا بالبحث عن يهود يجيدون اللهجة الصنعانية، أو غيرها من اللهجات المحلية، بهدف استخدامهم كعملاء لجمع المعلومات الاستخبارية عن ميليشيا الحوثي.

كما كان من طرق التجنيد إعلانات جماعية عبر الإنترنت، يَظهر بعضها أثناء تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما تَعِد بمكافآت مالية، تصل إلى مليون دولار، أو معلومات تُفضي إلى شخصيات من ميليشيا الحوثي، وأخرى تطلب بيانات مرتبطة بـ"عمليات الدعم البحري".

بعض الإعلانات تأتي من صفحات تابعة للموساد، لكن بعضها الآخر يأتي من صفحات أمريكية رسمية، مثل: وزارة الخزانة أو السفارة، تحت ستار "حماية المصالح البحرية" أو ضمان أمن الملاحة العالمية.

ويقول المصدر الأمني إن "الهدف هو جمع معلومات استخباراتية عن مناطق أو أهداف محددة مرتبطة بالجبهة البحرية النشطة، أي شيء مرتبط بالقوة العسكرية لصنعاء في ساحة البحر الأحمر".

كما يكشف أن بعض الجواسيس المعتقلين تلقوا تدريبات استخباراتية متقدمة في دول أوروبية، وعادوا إلى اليمن تحت غطاء منظمات دولية أو وسائل إعلام أو وكالات تنمية؛ ما أتاح لهم قدرة واسعة على الحركة يصعب رصدها في الظروف العادية.

وشملت مهامهم الرئيسة مراقبة المواقع العسكرية الحساسة، وجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن القوات البحرية، وجمع بيانات تقنية وعملياتية عن الصواريخ والطائرات المسيرة. كما نفذوا عمليات "تخريب" واغتيال، ونقلوا إحداثيات لتسهيل الغارات الجوية، واستخدموا أجهزة مشفرة، وبرامج تجسس متطورة، وأنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية يصعب تتبعها بالوسائل التقليدية.

أخبار ذات علاقة

مؤيدون لميليشيا الحوثي

شمل مؤسسات حساسة.. هجوم سيبراني واسع يربك الحوثيين

 ويشير التقرير أيضًا إلى أن الاستهداف الاستخباراتي لم يستثنِ الإعلام، حيث ذكر صحفيون يمنيون أنهم تلقوا دعوات "جذابة ومغرية" من منظمات غير حكومية ومؤسسات ثقافية، وورش عمل، واستطلاعات رأي تطرح أسئلة "مريبة" حول الانتماءات السياسية، ودعوات بعد الجلسات لمتابعة خاصة، وعروض غير رسمية لتمويل تحقيقات موجهة. 

التجسس في وضح النهار

تتبع أساليب التسلل، بحسب "ذا كرادل" نهجًا متناسقًا، إذ نقلت عن يمنيين تلقيهم رسائل "غير مرغوب فيها من أرقام هواتف أجنبية، غالبًا ما تحمل رموزًا لإسرائيل أو دول أوروبية، تعرض وظائف مربحة في وسائل الإعلام أو المنظمات غير الحكومية. 

في كثير من الأحيان، تنتحل هذه الرسائل شخصيات أكاديميين أو محترفين، وتستشهد بشخصيات محلية معروفة لبناء الثقة، وتتحقق من معلومات مفصلة حول المواقع الحساسة، وقادة المجتمع، والبنية التحتية العسكرية.

وفي إحدى الحالات السرية، طُلب من الصحفيين تقديم تقارير مفصلة عن ميدان السبعين، وهو ميدان ذو حساسية سياسية شديدة في صنعاء، وهدف متكرر للغارات الجوية الإسرائيلية، إذ كُلِّفوا بتصوير نقاط التفتيش، وتوثيق استخدامات المباني، وتقييم البنية التحتية للاتصالات.

تفكيك شبكات

تزعم أجهزة الأمن التابعة لسلطة الأمر الواقع في صنعاء، أنها فككت أكثر من 1782 خلية تجسس، وألقت القبض على 25665 شخصًا بتهمة التعاون مع جهات استخباراتية أجنبية، بين 2015 و2024. 

وفي أحدث العمليات، زعمت أجهزة الأمن الحوثية أنها ألقت القبض قبل أيام على خلية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد في صعدة، استهدفت منشآت ومراكز قيادة للطائرات المسيرة. 

أما في مايو/أيار 2024، نُفذت العملية الأبرز بتفكيك "الوحدة 400"، وهي شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية تعمل على الساحل الغربي لليمن، مهمتها اختراق الدفاعات الداخلية وتحديد مواقع إطلاق الصواريخ وقيادتها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC