أكد خبيران في العلاقات الدولية أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الكولومبي غوستافو بيترو بـ"زعيم مخدرات"، نابع من خلاف سياسي، في وقت يعتبر فيه الأخير من أهم الوجوه اليسارية المناهضة للولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية.
وأوضحا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الكولومبي يريد أن يرفع أرصدته في النضال الإنساني من خلال مواقف مرتبطة بقضايا، مثل: التظاهر في شوارع نيويورك، بجانب بعض مواقفه الأخرى في الأمم المتحدة، وهو ما يتعارض مع موقف ترامب.
وبيَّنا أن هجوم ترامب على بيترو واتهامه بذلك يعود لِما تشتهر به بلاده في مجال المخدرات، ولا سيما الكوكايين.
وكانت كولومبيا أعلنت، الاثنين الماضي، استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء المساعدات لبوغوتا في إطار خلاف حاد مع نظيره غوستافو بيترو، بحسب "فرانس برس".
وقالت الخارجية الكولومبية في بيان إن السفير دانييل غارسيا بينا عاد إلى بوغوتا، مضيفة أن حكومة بيترو ستصدر مواقف أخرى.
وسبق ذلك، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه فرض رسوم جمركية جديدة على كولومبيا، وذلك بعد يوم واحد من توعده بقطع المساعدات عنها.
ويرى الخبير في الشأن الأمريكي، أحمد محارم، أن ما يجرى بين ترامب وبيترو، لن يخرج عن إطار التراشق الإعلامي الذي يتعامل به الرئيس الجمهوري بشكل كبير تجاه دول أمريكا الجنوبية في ظل أبعاد جيوستراتيجية لواشنطن، تتعلق بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
وبيّن محارم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن شخصية الرئيس الأمريكى التي تنعكس في أسلوبه بالهجوم على رؤساء الدول، يتكرر ولا يتوقف، ويخرج عن النهج السياسي والدبلوماسي، مشيرًا إلى أن هذا المشهد لن يكون له تأثير في نزع الشرعية عن الرئيس الكولومبي.
وأفاد محارم بأن أسلوب ترامب في هذا الهجوم ينطلق مما تشتهر به كولومبيا من أنها إحدى دول أمريكا الجنوبية التي تنتشر فيها المخدرات وتجارتها بشكل واضح.
بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، إن هذا التراشق والوصف الذي جاء على لسان الرئيس ترامب للرئيس الكولومبي نابع من خلفية سياسية، حيث إن الأخير ذو مرجعية يسارية مناهضة للولايات المتحدة، ولا يخفى أنه يريد أن يرفع أرصدته في النضال الإنساني من خلال مواقف مرتبطة بقضايا، مثل: التظاهر في شوارع نيويورك وبعض المواقف الأخرى في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذه المواقف لا ترقى أن يكون لها أثر على مستوى القانون الدولي.
وأوضح شيات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الكولومبي يعمل على التسويق لذاته في صورة نضالية عن شخصه وآماله، مشيرًا إلى أن عمق هذا الخلاف هو اختلاف أيديولوجي.
وأوضح أن الولايات المتحدة تريد لأمريكا الجنوبية أن تكون في وضع موحد من الناحية السياسية ومنسجمة مع الطرح الأمريكي التقليدي الذي يعتبر القارة مجالًا إستراتيجيًّا يجب ألا توجد فيه مجموعات سياسية مناهضة تصل إلى سدة الحكم، سواء في كولومبيا أو فنزويلا أو بعض الأنظمة الأخرى.
وأضاف أن هذا الموقف من الولايات المتحدة لا يختلف بوجود رئيس أيًّا كانت خلفيته، معتبرًا أن وصف ترامب للرئيس الكولومبي بتلك الأوصاف أمر شخصي أكثر من كونه موضوعيًّا، وربما يشكل مقدمة للإطاحة بهؤلاء الأشخاص أو دفع شعوب تلك الدول إلى التعامل مع الحكومات اليسارية في أمريكا الجنوبية، باعتبارها لا تخدم الأجندة الأمريكية.