الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف المساعدات المالية إلى كولومبيا، متهمًا رئيسها غوستافو بيترو بأنه "زعيم مخدرات غير شرعي" يشجع إنتاج الكوكايين بدل مكافحته، في تصعيدٍ جديد ضد حليف تقليدي، يهدد بتدهور الأمن والاستقرار في كولومبيا وأمريكا اللاتينية على حدٍّ سواء.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن القرار، الذي جاء عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يمثل ضربة قوية لعلاقات امتدت لعقود بين واشنطن وبوغوتا ضمن إطار "الحرب على المخدرات".
من جانبه قال ترامب إن المساعدات الأمريكية، التي تجاوزت 200 مليون دولار خلال العام المالي 2025، كانت "عملية احتيال طويلة الأمد على أمريكا"، مضيفًا أن بلاده لن تقدم "أي دفعات أو إعانات أخرى" لكولومبيا.
وتأتي هذه التصريحات بعد اتهامات وجّهها بيترو لواشنطن بقتل صياد كولومبي في غارة أمريكية؛ ما فجّر توترًا سياسيًّا حادًّا بين الجانبين.
من جهته سارع الرئيس الكولومبي للرد عبر منصة "إكس"، قائلًا إن ترامب "مُضلَّل من قبل مستشاريه"، مؤكدًا أنه هو من كشف سابقًا الروابط بين الطبقة السياسية وتجار المخدرات، ودعا ترامب إلى "النظر جيدًا لمعرفة من هم الديمقراطيون الحقيقيون ومن هم تجار المخدرات".
وكشفت مصادر أن قرار ترامب جاء بعد أن صنف كولومبيا بـ"الراسبة" في تقرير واشنطن السنوي حول مكافحة المخدرات، وفي أول مرة منذ عام 1997 تُزال فيها شهادة الاعتماد الأمريكية عن هذا البلد؛ فكولومبيا، أكبر منتج للكوكايين في العالم، كانت خفّضت المساحات المزروعة بالكوكايين بشكل حاد حتى 2012، لكنها شهدت عودة متسارعة للإنتاج بعد وقف برنامج الرش الجوي للمحاصيل.
وبالتوازي، يواصل البنتاغون ضرباته ضد قوارب يُعتقد أنها تنقل المخدرات من فنزويلا وكولومبيا، وسط تساؤلات حول الأساس القانوني لهذه العمليات التي أودت بحياة العشرات.
كما أعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث أن ضربةً أمريكية جديدة، الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص، قائلًا إن القارب كان تابعًا لجيش التحرير الوطني الكولومبي.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، ضخت واشنطن أكثر من 14 مليار دولار في برامج مكافحة المخدرات ودعم الجيش الكولومبي، لكن اليوم، مع قرار ترامب بقطع المساعدات، ووصف بيترو بأنه"زعيم ضعيف وغير محبوب"، فإن العلاقات الأمريكية-الكولومبية تدخل مرحلة جديدة يسودها الغموض، حيث تتحول "الحرب على الكوكايين" إلى حرب سياسية بين رئيسين متواجهين على جبهتين: الميدان والإعلام.