دعا رئيس مدغشقر، أندريه راجولينا، فرنسا لمساعدة بلاده في مواجهة التحديات الاقتصادية، ولاسيما أن مشاركته في القمة الفرنكوفونية تأتي إشارة إلى انتهاء التوترات بين بلاده ومستعمِرتها السابقة، رغم بعض الخلافات العالقة، معربا عن رفضه فكرة الابتعاد عن فرنسا قائلا: "أنا أبني الجسور لا الجدران".
دور جديد للفرنكوفونية
وبحسب تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، قلل راجولينا من الانتقادات التي تصف الفرنكوفونية كأداة استعمارية جديدة، مشيرًا إلى توسع المنظمة على المستوى العالمي بضم أعضاء ومراقبين جدد.
وقال إن "اللغة الفرنسية، التي يتحدث بها 320 مليون شخص، هي أداة لمعالجة الأزمات العالمية"، مضيفًا أن النقاشات في القمة تركزت على القضايا الدولية وليس فقط على فرنسا.
دور فرنسا في أفريقيا
ورداً على سؤال حول تصاعد المشاعر المناهضة لفرنسا في أفريقيا، أقرّ راجولينا بالتوقعات الكبيرة التي وضعتها المستعمرات السابقة على فرنسا، مشددا على أن فرنسا تمتلك الخبرة لمساعدة مدغشقر، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة.
وأشاد بضرورة التكيف مع أولويات فرنسا الحالية، قائلا "لدى فرنسا دور تلعبه في تطوير العالم الفرنكوفوني، لكن يجب أن نواكب تركيزها الجديد".
لا قطع للعلاقات مع فرنسا
ورفض راجولينا فكرة الابتعاد عن فرنسا أو الانحياز إلى روسيا، قائلا "أنا أبني الجسور، لا الجدران".
وأكد على أهمية التعاون مع جميع الدول لتطوير مدغشقر، مشيرًا إلى أن الشراكات، مثل مشاريع الطاقة مع شركة EDF الفرنسية، تتقدم ببطء، لافتا إلى أن "مدغشقر لديها إمكانيات صناعية كبيرة، لكن بدون طاقة موثوقة، لا يمكن للأعمال التجارية أن تزدهر".
كما جدد راجولينا مطالب مدغشقر باستعادة جزر إبارس، التي تسيطر عليها فرنسا، مستشهداً بعودة جزر شاغوس مؤخراً من المملكة المتحدة إلى موريشيوس، ودعا إلى حل مماثل.
وقال: "نريد حلاً سلمياً، والمحادثات مستمرة، لكن التقدم بطيء"، مضيفا أن هذه الجزر، وخاصة جزيرة خوان دي نوفا، تحتوي على موارد طبيعية مهمة وتبعد فقط 150 كيلومترًا عن مدغشقر.
نقد للمعايير المزدوجة
وأعرب رئيس مدغشقر عن قلقه إزاء التفاوتات العالمية، لا سيما في ضوء الصراع في أوكرانيا، مدينًا "المعايير المزدوجة" التي تعطي الأولوية للنزاعات الأوروبية على حساب الأزمات الإنسانية في أفريقيا.
وقال: "بينما تم حشد مليارات الدولارات لأوكرانيا، يموت 3.1 مليون طفل أفريقي من سوء التغذية، يجب أن تُقدّر جميع الأرواح على قدم المساواة"، مؤكدًا أن الفرنكوفونية يمكن أن تسهم في رفع الوعي بالتحديات التي تواجهها أفريقيا.
أهداف تنمية مدغشقر
وبحسب تقرير الصحيفة، فإنه على الرغم من ثرواتها الطبيعية، تعاني مدغشقر من الفقر، حيث أوضح راجولينا، الذي يتولى الحكم منذ عام 2019، جهود الحكومة في بناء البنية التحتية مثل المستشفيات والمدارس.
ومع ذلك، اعترف بأن الفقر ما زال قائماً، كاشفا عن خطط لزيادة الإنتاجية الزراعية من خلال تقنيات حديثة. وختم قائلاً: "نحتاج إلى زيادة إنتاج الأرز، ولأجل ذلك نحتاج مساعدة فرنسا، وليس التبرعات بل القروض".