logo
العالم

لقاء ترامب وبوتين.. نهاية غير حاسمة لقمة استعراضية في ألاسكا (فيديو إرم)

لقاء ترامب وبوتين.. نهاية غير حاسمة لقمة استعراضية في ألاسكا (فيديو إرم)
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكاالمصدر: غيتي إيمجز
16 أغسطس 2025، 4:50 ص

مع طائرات مقاتلة وسجادة حمراء وشعار مفعم بالأمل "السعي إلى السلام" يتصدر المشهد، رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة استضافتها ولاية ألاسكا، الجمعة.

ووفق تقرير لشبكة "سي إن إن"، فإنه بعد اجتماع دام قرابة 3 ساعات، خرج الرئيسان ليعلنا عن الأجواء الإيجابية والمثمرة والتوافق في عدة نقاط، لكنهما غادرا مؤتمرهما الصحفي دون توضيح ما تم الاتفاق عليه تحديداً، إن تم ذلك.

وبحسب التقرير، "كان ثمة أمر واحد واضح وهو أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق، وكان حلم وقف إطلاق النار في أوكرانيا، الذي قال ترامب إنه يريد إعلانه فور انتهاء القمة، بعيداً كل البعد عن أن يصبح حقيقة".

وقال ترامب، متحدثاً بعد بوتين: "اتفقنا على العديد من النقاط.. معظمها على ما أعتقد، هناك بعض النقاط المهمة التي لم نتوصل إليها بعد، لكننا أحرزنا بعض التقدم".

وأضاف ترامب "لن يكون هناك اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق"، ثم غادر برفقة بوتين المسرح دون الإجابة عن الأسئلة المتقاطرة.

وتابع تقرير الشبكة الأمريكية: "لقد كانت نهاية غير حاسمة لقمة استعراضية ــ على الرغم من كل ما يكتنفها من غموض ــ بدت وكأنها رحبت بشكل حاسم بعودة بوتين إلى الساحة الدبلوماسية".

و"مع ذلك، ورغم كل هذه الفخامة والبروتوكول الترحيبي، فإن المؤشرات على مدى صعوبة مهمة ترامب كانت واضحة منذ اللحظة التي بدأ فيها الاجتماع"، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أنه "بينما كان الرئيسان يتبادلان التحية في قاعدة إلمندورف العسكرية، صدرت تحذيرات في أوكرانيا بشأن هجمات لمسيّرات ومقاتلات روسية؛ الأمر الذي اعتُبر علامة على عزم بوتين مواصلة حربه، حتى حين كان ترامب يغدق عليه الاحترام على الأراضي الأمريكية".

وعقب اختتام القمة، قالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، في بيان، إن "محادثات بوتين وترامب تسمح بمواصلة السعي لإيجاد سبل للتسوية".

بالتوازي مع ذلك، صرح ترامب في لقاء مع قناة "فوكس نيوز"، بأنه ناقش مع بوتين نقاطاً تشمل حلف الناتو والتدابير الأمنية والأراضي الأوكرانية.

واستعرضت "سي إن إن" أهم النقاط المستفادة من القمة التي عقدت يوم الجمعة، وذلك على النحو الآتي:

 تقدم ولكن ليس صفقة

قدّم كلٌ من ترامب وبوتين رواية غامضة للقاء الذي امتد ساعات، وقال ترامب للصحفيين: "لقد عقدنا اجتماعاً مثمراً للغاية، وتم الاتفاق على العديد من النقاط. لم يتبقَّ سوى القليل جداً.. بعضها ليس بتلك الأهمية، ربما تكون إحداها هي الأهم، لكن لدينا فرصة جيدة جداً للوصول إليها.. لم نصل إليها، لكن لدينا فرصة جيدة جداً للوصول إليها".

وكانت هناك العديد من الكلمات التي لم توضح شيئاً تقريباً عن مدى قرب نهاية الحرب في أوكرانيا.

وفي الفترة التي سبقت المحادثات، كان من الواضح دائماً كيف ستكون النتيجة غير الناجحة أكثر من النتيجة الناجحة.

وكان ترامب تعهد بالانسحاب إذا لم يعجبه ما قاله بوتين، وهدد بتقليص المؤتمر الصحفي المشترك إلى ظهور منفرد، وقال إن عواقب وخيمة ستلحق بموسكو إذا لم تنتهِ الحرب.

ولكن أثناء توجهه إلى أنكوريج، قال ترامب إنه لا يعرف كيف سيبدو النجاح؛ ما يشير إلى أنه سيتعرف عليه عندما يراه.

ولقد اتضح أن تحديد النجاح بعد القمة كان بالصعوبة نفسها كما كان في بدايتها، وفق التقرير.

اجتماع مع زيلينسكي

وذكر ترامب أن من المحتمل عقد قمة ثلاثية بينه وبين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في موسكو، والتي قال مسبقاً إنها ستكون هدفه النهائي.

وأضاف ترامب أنه سيجري محادثات هاتفية مع "القادة الأوروبيين المناسبين - بمن في ذلك زيلينسكي - لإطلاعهم على نتائج المحادثات مع بوتين خلال قمة ألاسكا".

خروج من العزلة

بعد وقت قصير من وصوله إلى الولايات المتحدة، قالت ابتسامة بوتين وهو ينظر من نافذة سيارة ليموزين ترامب كل شيء: "بعد سنوات من العزلة الغربية، عاد إلى أقوى دولة على وجه الأرض"، على حد طرح الشبكة.

ولفت التقرير إلى أنه "مرّت عشر سنوات منذ آخر زيارة لبوتين إلى أمريكا، ومرّت سنوات أخرى منذ أن استُقبل في البلاد لحضور قمة رئاسية مهمة".

وبعد الحرب الروسية على أوكرانيا منذ عام 2022، أصبح الرئيس الروسي منبوذاً من قِبل العديد من القادة، وغير مرحب به في معظم الدول الغربية، بل وهُدّد بإصدار مذكرة اعتقال بحقه من قِبل المحكمة الجنائية الدولية.

وبينت الشبكة أن ألاسكا "كانت موقعاً مرغوباً فيه لعقد القمة، ويعود ذلك جزئياً إلى أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية".

لكن عزلة بوتين انتهت عندما هبطت طائرته في أنكوريج، مع استقبال حافل، وتحليق للطائرات المقاتلة، وتصفيق حار من الرئيس الأمريكي نفسه.

وكانت رسالة ترامب واضحة: "لقد عاد بوتين من عزلته".

وأشاد التلفزيون الروسي الرسمي بتحيتهما المبتسمة، ووصفها بأنها "مصافحة تاريخية".

ورغم أن بوتن لا يزال غير مرحب به في العديد من الأماكن في أوروبا، فإن قرار استضافته من قبل ترامب ــ الذي يشرف على أكبر اقتصاد في العالم وأقوى جيش ــ من شأنه أن يعمل على تآكل محاولات تجنبه دبلوماسياً أكثر مما قد يحاول أي زعيم آخر.

واتضح ذلك أكثر عندما صعد بوتين إلى سيارة ترامب المدرعة، في لفتة غير مألوفة بدت وكأنها تُجسّد في لحظة عودة الرئيس الروسي إلى الدبلوماسية العالمية، وحتى دون أي تقدم يُذكر، كان ذلك، بالنسبة له نصراً، على حد تعبير الشبكة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC