الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشفت الاحتجاجات الواسعة في المكسيك انفجار غضب شعبي متراكم ضد عجز الحكومة عن كبح العنف والفساد وسط شعور متزايد بأن الكارتلات أصبحت أقوى من الدولة نفسها.
ورغم استمرار الحكومة المكسيكية في التأكيد على فعالية سياساتها الأمنية، أظهرت الاحتجاجات التي عمّت أكثر من 50 مدينة أن المكسيك دخلت مرحلة كارثية من الغضب الشعبي، أبرز ملامحها انخراط جيل كامل من الشباب في المشهد السياسي بعيداً عن الأحزاب والهياكل التقليدية.
وبحسب مصادر تحدثت لـ"نيويورك تايمز" فإن المشاركين من الفئة العمرية 18–25 عاماً لم يتحركوا بدافع الانتماء السياسي فحسب، بل نتيجة شعور متزايد بأن الدولة لم تعد قادرة على مواجهة الكارتلات أو حماية المواطنين من الاغتيالات والابتزاز، وهو اتجاه لم تفطن إليه الحكومة في حساباتها.
ويرى الخبراء أن جريمة اغتيال رئيس بلدية ميشواكان، كارلوس مانزو، شكّلت نقطة تحول غذّت الشعور العام بالعجز الرسمي، خصوصاً أن مانزو كان من أبرز المنتقدين لاستراتيجية الأمن الحكومية.
وبحسب روايات المشاركين، تحوّلت قضيته إلى رمز لفشل الدولة في حماية حتى المسؤولين المحليين، في وقت تتوسع فيه قدرة العصابات المسلحة على العمل بأسلحة عسكرية وسيطرة إقليمية شبه مفتوحة.
ورغم اتهام الحكومة للاحتجاجات بأنها "حملة مدفوعة"، فإن طبيعة التنظيم عبر تطبيقات مثل "ديسكورد"، كشفت أن "جيل الشباب" بات يشكل بنية احتجاجية مستقلة تتجاوز الأحزاب، وتعكس فقدان الثقة في القنوات السياسية التقليدية.
وهذا التحول الجيلي هو الزاوية الأقل تناولاً إعلامياً، رغم كونه العنصر الأوضح في توسيع رقعة الغضب الشعبي وفي الدفع نحو مطالب تتراوح بين استقالة الرئيسة وتشديد القبضة الأمنية على الكارتلات.
ومع تصاعد حدة الاحتجاجات أمام القصر الوطني وحدوث صدامات أسفرت عن إصابات واعتقالات، تبدو الدولة أمام تحدّي استعادة ثقة مجتمع تتزايد قناعته بأن مؤسسات الأمن عاجزة عن فرض سيادتها، فيما ترى قطاعات واسعة من الشارع أن الكارتلات باتت تتحرك بقدرة أكبر مما لدى الأجهزة الرسمية.
وبينما تحاول الحكومة حصر الجدل في مسألة من يقف وراء تنظيم الاحتجاجات، تشير الوقائع على الأرض إلى مأزق أعمق: جيل جديد يتحرك خارج التقليد السياسي المكسيكي، يواجه دولة لا تزال تتعامل مع الاحتجاج بوصفه صراعاً مع المعارضة، في حين أن جذره الحقيقي يرتبط بفقدان الشعور بالأمن وتراجع ثقة المواطنين بقدرة الدولة على مواجهة شبكات العنف والفساد.