كييف: روسيا أطلقت 526 مسيرة وصاروخا على أوكرانيا ليل الثلاثاء

logo
العالم

"انتقام بوتين" يقترب.. "أوريشنيك" يتصدر خيارات الرد الروسي على أوكرانيا

"انتقام بوتين" يقترب.. "أوريشنيك" يتصدر خيارات الرد الروسي على أوكرانيا
منظومة صواريخ روسيةالمصدر: رويترز
09 يونيو 2025، 10:37 ص

بعد أن تجرأت أوكرانيا على توسيع رقعة المواجهة لتطال العمق الروسي، وشنّت هجمات متكررة على مطارات استراتيجية داخل الأراضي الروسية، تزايدت التساؤلات حول رد موسكو المحتمل، وسط تكهنات باستخدام منظومة الصواريخ الفرط صوتية "أوريشنيك" كخيار انتقامي.

ونقل موقع "لينتا رو" الروسي عن أحد أعضاء مجلس الدوما أن احتمال استخدام "أوريشنيك" قد ازداد بشكل ملحوظ، في ظل التصعيد غير المسبوق من جانب كييف، لا سيما الهجمات التي استهدفت مطارات تابعة للطيران الاستراتيجي.

أخبار ذات علاقة

من موقع هجوم بمسيرة روسية وسط كييف

روسيا تمطر أوكرانيا بعدد قياسي من المسيّرات المتفجرة

وذكر البرلماني، الذي لم يكشف الموقع عن اسمه، أن منظومة "أوريشنيك" أثبتت فعالية عالية جدا في تنفيذ الضربات، مشيرا إلى أنه لا يُستبعد استخدامها مجددا كضربة انتقامية أو ردًا على ما وصفه بـ"الأعمال الإرهابية" التي ينفذها نظام كييف.

وأضاف عضو الدوما أن أي قرار بهذا الشأن سيخضع بالكامل لخطط هيئة الأركان العامة، التي تتولى وضع الاستراتيجية الخاصة بالعمليات التكتيكية والقتالية.

وفي السياق ذاته، نقل الموقع عن الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين أن موسكو قد تلجأ إلى ضربات جديدة ضد أوكرانيا باستخدام نماذج متقدمة جدًا من الأسلحة، ردًا على ما وصفه بـ"الهجمات الإرهابية التي يشنها النظام النازي الجديد في كييف".

ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر الماضي عالقة في الأذهان، حين أعلن عن استخدام الجيش الروسي سلاحًا جديدًا خلال استهداف مواقع حيوية داخل أوكرانيا.

وبحسب ما كشفه بوتين، فإن "أوريشنيك" هو صاروخ باليستي فرط صوتي مزود برؤوس قتالية متعددة — قد تكون نووية — ويبلغ مداه المتوسط، مع قدرة على التحليق بسرعة تصل إلى 10 ماخ، مؤكدا أن اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة "يكاد يكون مستحيلاً".

وفي هذا الإطار، أكد مصدر دبلوماسي روسي أن موسكو قد تلجأ إلى استخدام منظومة "أوريشنيك" المتطورة ضد أهداف أوكرانية، وذلك في أعقاب الهجمات الأخيرة التي استهدفت خمسة مطارات روسية للطيران الاستراتيجي، والتي تضم قاذفات يُعتقد أنها مزودة بأسلحة نووية.

وأشار المصدر في تصريحات لـ«إرم نيوز» إلى أن استخدام "أوريشنيك" سيكون محدود النطاق، نظرًا للتكلفة العالية للسلاح وطبيعته التدميرية الكبيرة، وأن الهدف من استخدامه هو توجيه ضربات دقيقة تستهدف قادة بارزين في المنظومة العسكرية والأمنية الأوكرانية، من بينهم رئيس جهاز الأمن الأوكراني.

وبحسب تصريحاته، لا تمثل "أوريشنيك" تهديدًا مباشرًا لأوكرانيا فقط، بل تشكل أيضًا خطرًا استراتيجيًا كبيرًا على دول الغرب، نظرًا لقدرتها على حمل رؤوس نووية، وافتقار الدفاعات الغربية لمنظومات قادرة على اعتراضها؛ ما يجعل صدها شبه مستحيل في حال استخدامها.

وأضاف أن موسكو تستخدم التهديد بـ"أوريشنيك" كورقة ردع لإفشال التحركات الغربية التي تقودها فرنسا وبريطانيا، والتي تهدف إلى استغلال أي تهدئة عسكرية لإدخال قوات أجنبية إلى الأراضي الأوكرانية، ونشر أنظمة دفاع جوي في رومانيا وبولندا تحت ذريعة حماية هذه القوات، بينما الهدف الحقيقي هو توفير مظلة دفاعية للجيش الأوكراني.

وأوضح أن الاستراتيجية الروسية في المرحلة الحالية تعتمد على التلويح الجاد باستخدام "أوريشنيك" ضد أي تدخل عسكري أجنبي، كوسيلة لفرض معادلة ردع جديدة ومنع قيام منطقة حظر جوي مغلقة قد تعيق التفوق الجوي الروسي في الساحة الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو

بيلاروسيا تكشف خطة نشر منظومة "أوريشنيك" الروسية الباليستية

وفي السياق ذاته، أكد ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، أن هناك الكثير من الشائعات المتداولة بشأن هذا الملف الحساس، إلا أن وزارة الدفاع الروسية تلتزم الصمت حتى الآن، وهو ما يفتح الباب أمام تكهنات متعددة.

وأضاف زاسبكين لـ"إرم نيوز"، أن الصمت الرسمي قد يكون جزءًا من استراتيجية متعمدة لخلق غموض مقصود يمنح موسكو مساحة أوسع للمناورة السياسية والعسكرية.

وأشار إلى أنه فيما يتعلق باستخدام منظومة "أوريشنيك"، تبقى جميع الخيارات مطروحة؛ لأنها لا تُصنَّف كسلاح دمار شامل، ومن ثم لا تخضع للقيود التقليدية المفروضة على الأسلحة النووية أو الكيماوية.

وأضاف الدبلوماسي الروسي السابق أن روسيا لطالما تبنّت سياسة التدرج في التصعيد، وامتلاكها لأسلحة غير تقليدية (دون أن تُدرج ضمن أسلحة الدمار الشامل) يمنحها أداة ضغط إضافية في الصراع، سواء تجاه أوكرانيا أو في مواجهة الغرب عمومًا.

وأكد أن استخدام أسلحة تكتيكية غير تقليدية يندرج ضمن ما يُعرف بسياسة "الردع الرمادي"، التي لا تصل إلى مستوى التصعيد الأقصى، لكنها توصل رسالة ردع واضحة للخصوم. وفي ظل تراجع فرص الحسم السريع في أوكرانيا، قد ترى موسكو أن اللجوء إلى مثل هذه الأدوات بات ضروريًا لتغيير ميزان القوى ميدانيًا، أو لدفع الأطراف الأخرى نحو طاولة التفاوض وفق شروط روسية.

وأشار زاسبكين إلى أن الغرب يدرك حساسية هذه الأسلحة، لكنه متردد في الإقدام على تصعيد مباشر، خاصة في ظل التحديات الداخلية التي تواجهها عدة دول أوروبية، إلى جانب الولايات المتحدة نفسها.

وختم بالقول إن ما نشهده الآن هو معركة إرادات تُستخدم فيها كل الأدوات المتاحة دون الوصول إلى الحد النووي، ولذلك فإن استمرار وزارة الدفاع الروسية في هذا المستوى من الغموض لا يُعد مؤشر ضعف، بل قد يكون جزءا من تكتيك محسوب بعناية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC