ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

معركة رمزية.. كيف أصبح ممداني "كابوس" ترامب في الانتخابات المحلية؟

المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة بلدية نيويورك زهران ممدانيالمصدر: The New Republic

تحولت المنافسة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي لمنصب عمدة بلدية نيويورك زهران ممداني، إلى معركة رمزية تتجاوز حدود نيويورك، لتكشف عن عمق الانقسام الأيديولوجي في الولايات المتحدة، في مشهد سياسي نادر يجمع بين السخرية والتصعيد.

أخبار ذات علاقة

زهران ممداني

قبل أيام من موعد الاقتراع.. ممداني يتقدّم السباق إلى رئاسة بلدية نيويورك

فما بدأ كمنافسة محلية على مقعد عمدة المدينة، بات اليوم اختباراً لحدود القوة السياسية بين رئيس يهيمن على السلطة الفيدرالية وشاب تقدمي يطمح لقيادة أكثر مدن البلاد تأثيراً.

وفي واحدة من أضخم تجمعات الحملة، وقف ممداني أمام أكثر من 13 ألف مؤيد، بشعارات كما لو كانت إعلان تمرّد جماعي على النظام الاقتصادي القائم.

ترامب، من جانبه، لم يفوّت الفرصة لتحويل ممداني إلى خصم مثالي؛ فالرئيس الذي لطالما استثمر في خلق أعداء سياسيين واضحين، وجد في المرشح الاشتراكي هدفاً سهلاً لتأجيج قاعدته الجمهورية، وبين وصفه له بـ"المجنون الكامل" و"الخبير في الشيوعية"، وتهديده العلني باعتقاله إن أصبح عمدة، قدّم ترامب لممداني أكثر مما قدّمه أي داعم: منصة وطنية وجاذبية رمزية جعلته بطلاً في نظر اليسار.

أخبار ذات علاقة

ممداني أثناء اعتراضه من محتجين في منهاتن

ممداني يتعرض للاعتداء والطرد على يد محتج في مانهاتن (فيديو)

لكن العلاقة بين الاثنين تتجاوز الخصومة العادية؛ فكلاهما يبني نجاحه على الآخر، وبينما يحتاج ترامب إلى خصم يعيد إليه حيوية حملاته السابقة، فإن ممداني يستفيد من كل هجوم رئاسي لتعزيز صورته كرمز للمقاومة، في علاقة خصومة متبادلة المنفعة، تحوّلت إلى لعبة توازن دقيق بين العداء والتغذية السياسية المتبادلة.

من جهته، ممداني، القادم من أحياء برونكس وكوينز التي صوتت بكثافة لترامب عام 2024، ركّز حملته على هموم الطبقات العاملة: غلاء المعيشة، وارتفاع الإيجارات، وتكاليف النقل والرعاية، وعندما اتهمه ترامب بأنه يريد "تدمير نيويورك بشعارات اشتراكية"، رد ممداني بأن "ما يدمر نيويورك هو أن نترك سكانها يغرقون في ديون الإيجارات بينما المليارديرات يزدادون ثراءً".

وفي المقابل، كثّف ترامب حملاته الخطابية، محذراً من أن فوز ممداني سيحوّل المدينة إلى "كوبا على نهر هدسون"، ومهدداً بقطع التمويل الفيدرالي عن أي مشروع يحمل بصمته.

ويرى الخبراء أن الواقع في المواجهة بين ترامب وممداني لم تعد مجرد منافسة انتخابية، بل تحوّلت إلى صراع حول معنى السلطة في أمريكا المعاصرة: هل يمكن لمدينة مثل نيويورك أن تختار قيادة تتحدى الرئيس القابع في البيت الأبيض؟ وهل يستطيع البيت الأبيض معاقبة مدينة بأكملها لأنها انتخبت خصماً سياسياً؟

وبينما يترقب الجمهوريون النتيجة على أمل تحويل ممداني إلى "وجه اليسار المتطرف" في حملاتهم المقبلة، ينظر الديمقراطيون بتوجس إلى هذا الصعود غير المسبوق؛ فالدعم الشعبي الجارف الذي يحظى به المرشح الشاب أربك المؤسسة الحزبية التي ما زالت تحاول الموازنة بين الواقعية السياسية والحماسة التقدمية.

ومع اقتراب موعد الاقتراع، تبدو المعركة كأنها مرآة لحالة البلاد: رئيس في السبعينات يخوض حرباً ضد مدينة رفضت الانصياع، وشاب مسلم تقدمي يرى في خصمه أقوى حافز لمواصلة التحدي.

ومهما كانت النتيجة، فإن العلاقة بين ترامب وممداني رسّخت حقيقة واحدة: أن السياسة الأمريكية لم تعد تدار فقط في واشنطن، بل أيضاً في الشوارع الصاخبة لنيويورك حيث يتقاطع الطموح الشخصي مع المعركة على روح الأمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC