logo
العالم

من الدفاع إلى المواجهة.. نشر "أورشنيك" في بيلاروسيا يرفع التوتر شرق أوروبا

الرئيسان الروسي بوتين والبيلاروسي لوكاشينكوالمصدر: جيمس تاون فاونديشن

كشفت مصادر أن كلًّا من مينسك  وموسكو تستعدان لإتمام البنية التحتية لنشر صواريخ "أورشنيك" الباليستية متوسطة المدى في بيلاروسيا خلال ديسمبر، في خطوة أعلنت الأخيرة أنها جزء من استراتيجية دفاعية مشتركة ضمن إطار "دولة الاتحاد". 

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الروسي والبيلاروسي

"ردع جديد".. تكامل عسكري بين روسيا وبيلاروسيا لمواجهة "الناتو"

وبحسب مؤسسة "جيمس تاون فاونديشن"، فإن المؤشرات على أرض الواقع تكشف أن هذا الدور الدفاعي المعلن يخفي واقعًا أكثر تعقيدًا؛ إذ تعكس أنماط الانتشار وعمليات الدوريات والنظام القيادي والتحكمي للصواريخ، استعدادًا لمواجهة محتملة في المنطقة.

من جانبه أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في أواخر أكتوبر أن الصواريخ ستوضع على أهبة القتال، محذرًا الغرب من أن استخدام المنظومة قد يتم بالتنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند الضرورة.

ويرى الخبراء أن هذا الإعلان أثار قلق أوكرانيا وبولندا، اللتين اعتبرتا أن نشر "أورشنيك"، يشكل تهديدًا صاروخيًّا جديدًا تقليديًّا ونوويًّا على حدٍّ سواء، ضد كامل أوروبا الشرقية؛ نظرًا لقدرة المنظومة على الوصول إلى 5,500 كيلومتر.

أخبار ذات علاقة

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في تدريبات سابقة

روسيا وبيلاروسيا تباشران تدريبات عسكرية مشتركة

على الأرض، تواصل السلطات البيلاروسية تجهيز المواقع، خاصة في منطقة سلوتسك قرب قرية بافلوفكا، حيث بدأت أعمال البناء في يونيو 2024 دون إعلان رسمي، بما في ذلك إزالة الغابات، وإنشاء مستودعات للذخائر، ومرافق دعم أخرى، كما ستقوم وحدات "أورشنيك" بتنفيذ دوريات وتغيير المواقع بشكل دوري؛ ما يجعلها عنصرًا متحركًا معقدًا للمراقبة والتصدي المحتمل.

وفي هذا السياق أكد المسؤولون البيلاروسيون أن نشر المنظومة يهدف إلى الردع الدفاعي، لكن محللين عسكريين أشاروا إلى أن وضع صواريخ بمدى بعيدٍ قريبًا من مناطق العمليات المحتملة، عادةً ما يرتبط بالتحضير للعمليات الهجومية، وأن الإشراف الروسي المباشر على عمليات إطلاق الصواريخ يضع مينسك باعتبارها منصة استراتيجية، بينما تبقى موسكو صاحبة التحكم النهائي.

ويعتقد مراقبون أن التبعات الإقليمية لنشر "أورشنيك" تتطلب من الناتو وأوكرانيا تعزيز منظومات الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا، بما يشمل تطوير مواقع في بولندا ورومانيا وربَّما في أوكرانيا، وكذلك وضع أصول هجومية قادرة على تعطيل وحدات المنظومة قبل الإطلاق، خصوصًا أن هذه الخطوة تعكس تحول الدور المعلن من الدفاع إلى المواجهة، وتعيد رسم ميزان الردع في المنطقة، لتضع بيلاروسيا في قلب أي صراع محتمل بين روسيا والناتو.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC