logo
العالم

بعد "دروس" العراق وليبيا وأفغانستان.. هل يُعيد العالم أخطاء الماضي في إيران؟

بعد "دروس" العراق وليبيا وأفغانستان.. هل يُعيد العالم أخطاء الماضي في إيران؟
المرشد الإيراني علي خامنئيالمصدر: أ ف ب
21 يونيو 2025، 5:07 ص

مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، يتجدد النقاش حول جدوى تغيير الأنظمة بالقوة، في ضوء تجارب فاشلة في دول مثل العراق وأفغانستان وليبيا.

وبينما تكثّف إسرائيل ضرباتها على أهداف داخل إيران، يبدو أن تل أبيب تسير بخطى ثابتة نحو هدف أوسع: زعزعة نظام الحكم في طهران وربما إسقاطه. 

أخبار ذات علاقة

صورة المرشد الإيراني مقابل منصة صاروخية

التايمز: الضربات الإسرائيلية تهدف لإسقاط النظام الإيراني

قلب النظام

واستهدفت الضربات الأخيرة مؤسسات رمزية مثل التلفزيون الرسمي، في ما فسره كثيرون بأنه مؤشر على نوايا تتجاوز الردع العسكري إلى محاولة قلب النظام القائم. وأمام هذا التصعيد، تتباين مواقف المجتمع الدولي، بين داعم للتغيير الجذري ومعارض لتحرك قد يغرق المنطقة في مزيد من الفوضى.

وفي تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، حذّرت الكاتبة والمحللة السياسية إيزابيل لاسير من مغبة تجاهل الدروس المستخلصة من تجارب تغيير الأنظمة عبر القوة العسكرية، مشيرة إلى أن إسقاط أنظمة حكم في كل من أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003، وليبيا عام 2011، لم يؤدِّ إلى الديمقراطية أو الاستقرار، بل أنتج فوضى، وصراعات أهلية، ونزاعات إقليمية لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم.

تجارب سابقة

ورغم ترحيب بعض الأصوات الغربية – مثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس – بفكرة نهاية "الملالي" في إيران، معتبرين ذلك بوابة نحو شرق أوسط أكثر استقراراً، فإن آخرين كالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يرون في هذه الرؤية "خطأ استراتيجياً" قد يفجر الإقليم برمّته، محذّرين من مغامرة عسكرية غير محسوبة.

وبحسب التقرير، تستند هذه المخاوف إلى تجارب سابقة؛ ففي أفغانستان، عاد "طالبان" إلى السلطة بعد عقدين من الحرب والتدخل الأمريكي، فيما لم يؤدِ إسقاط نظام القذافي في ليبيا إلا إلى انقسام داخلي وحروب بالوكالة. 

النموذج العراقي

أما في العراق، فإن الاجتياح الأمريكي عام 2003 الذي أسقط صدام حسين، فتح الباب أمام فراغ أمني، وصراع طائفي، ونشوء تنظيم "داعش"، ما جعل العراق واحداً من أكثر الدول هشاشة في العالم.

مع ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض حالات تغيير الأنظمة أثمرت نتائج إيجابية، مثل ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا واليابان، حين ساهمت الإدارات العسكرية الغربية في بناء أنظمة ديمقراطية مستقرة. 

وكذلك، أدّى سقوط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش في صربيا إلى تهدئة الأوضاع في البلقان، رغم التحديات المستمرة.

أخبار ذات علاقة

وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير،

من محيط "سوروكا".. بن غفير يطالب بـ"تدمير" النظام الإيراني

نموذج مختلف 

ويستدرك التقرير، بأن إيران تختلف في تركيبتها وتعقيداتها؛ فالمعارضة مقموعة، والمجتمع منقسم بين تيارات محافظة وليبرالية، وجهاز "الحرس الثوري" يملك القوة والنفوذ لتأمين استمرار النظام أو حتى استغلال انهياره لصالحه. 

كما أن البلاد متعددة الأعراق والطوائف، ما يزيد مخاطر التفكك في حال انهيار النظام، وسط غياب أي خطة واضحة لـ"اليوم التالي"، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أوروبا.

ويقول مايكل شوركين، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): "لن أؤيد غزواً لإيران، فهذا جنون، لكن لا يجب التقليل من خطورة امتلاك إيران للسلاح النووي". 

وخَلُص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى القول إنه بين الطموحات الدولية والتحفظات الواقعية، تبقى الحقيقة الثابتة أن مستقبل إيران يجب أن يقرره الإيرانيون أنفسهم، لا القوى الخارجية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC