الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

صحوة البنتاغون.. 6 مجالات تقنية لتعويض الفجوة مع الصين وروسيا

البنتاغونالمصدر: منصة إكس

في خضم التحولات العميقة التي يشهدها ميدان القتال العالمي، يجد الجيش الأمريكي نفسه أمام لحظة فارقة؛ فالتقنيات التي كانت تمثل عماد القوة العسكرية لعقود أصبحت مهددة، في وقت تتسارع فيه قدرات الصين وروسيا في مجالات الذكاء الاصطناعي والأسلحة الأسرع من الصوت والطائرات المسيّرة.

أمام هذا الواقع، أعلنت وزارة الحرب الأمريكية عن خطة إعادة هيكلة جذرية لأولوياتها التقنية، قائمة على 6 مجالات استراتيجية تراهن عليها لضمان التفوق في صراعات المستقبل، بحسب صحيفة "يوراسيان تايمز".

تهديدات جديدة تستهدف رموز القوة الأمريكية

تكشف التطورات الأخيرة في ساحات القتال، ولا سيما حرب أوكرانيا، عن فجوة آخذة في الاتساع بين الأسلحة التقليدية وأنظمة الهجوم الرخيصة والمتطورة؛ فالدبابات، رمز الحروب البرية، باتت مكشوفة أمام مسيّرات لا تتجاوز كلفة الواحدة منها بضعة آلاف من الدولارات.

أما حاملات الطائرات، التي لطالما كانت معيارًا لهيبة الدول الكبرى، فقد أصبحت معرضة لصاروخ باليستي واحد مضاد للسفن قادر على تحييدها.

أخبار ذات علاقة

جانب من نتائج العملية المشتركة في الكاريبي

الجيش الأمريكي ينفذ عملية مشتركة مع الدومنيكان في الكاريبي

في مواجهة هذا المشهد، أقرت وزارة الحرب الأمريكية بأن نموذجها السابق القائم على 14 مجالًا تقنيًا حرجًا لم يعد قادرًا على توفير التركيز اللازم لملاحقة المنافسين. 

من جانبه، شدد وكيل الوزارة للأبحاث والهندسة إميل مايكل في مذكرة داخلية على أن البيئة التهديدية الحالية تتطلب "تسريعًا راديكاليًا للابتكار" ووضع المقاتل الأمريكي في قلب عملية التطوير.

اللافت أن قائمة الأولويات الجديدة لا تشمل الطائرات المقاتلة أو حاملات الطائرات، ما يعكس إدراك البنتاغون بأن المعركة المقبلة ستُحسم في مجالات استراتيجية غير تقليدية.

الذكاء الاصطناعي والطاقة الموجهة

تتمحور خطة البنتاغون حول ستة مجالات تشكل ما يُعرف بـ"التقنيات الحرجة"، وهي الذكاء الاصطناعي التطبيقي (AAI)، والتصنيع الحيوي (BIO)، واللوجستيات المتنازع عليها (LOG)، وهيمنة معلومات الكم (Q-BID)، والطاقة الموجهة المقاسة (SCADE)، والتقنيات الفائقة (SHY).

السلاح الذي يغير قواعد الصراع

يمثل الذكاء الاصطناعي حجر الأساس في رؤية واشنطن، خصوصًا بعد تبني الإدارة الأمريكية خطة "الذكاء الاصطناعي أولًا". 

ويؤكد مايكل أن دمج الذكاء الاصطناعي في القيادة والسيطرة سيقود إلى "ثورة في اتخاذ القرار"، عبر تحليل أسرع للمعلومات، وتعقب فوري للتهديدات، وتوجيه دقيق للعمليات.

أخبار ذات علاقة

جنود أمريكيون مع قوات سورية

الجيش الأمريكي يكشف تفاصيل 22 عملية مشتركة ضد داعش في سوريا

وفي عصر تتزايد فيه الهجمات بالطائرات الصغيرة الرخيصة، تراهن الولايات المتحدة على أسلحة الليزر والميكروويف كحل اقتصادي وفعّال؛ فتكلفة الإطلاق قد تنخفض إلى دولار واحد مقارنة بصواريخ اعتراضية تتجاوز ملايين الدولارات. 

كما تُظهر تجارب مثل النظام الإسرائيلي "الشعاع الحديدي" أو الاختبارات الأمريكية على HELIOS أن أنظمة الطاقة الموجهة يمكن أن تغير قواعد الدفاع الجوي بالكامل، خصوصًا في مواجهة هجمات الإغراق الكثيف مثل تلك التي حدثت في 7 أكتوبر 2023.

التصنيع الحيوي واللوجستيات الذكية

يسعى البنتاغون لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الهشة، من خلال استخدام البكتيريا المُصممة لإنتاج مواد حيوية بديلة للمعادن والمواد الكيميائية، وتعزيز قدرة القوات على تلقي الإمدادات حتى في البيئات المحاصرة عبر الروبوتات والمركبات الذاتية.

ورغم التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة، يعترف البنتاغون بأن واشنطن متأخرة في سباق الأسلحة الفرط صوتية أمام كل من الصين وروسيا، وحتى دول صاعدة مثل كوريا الشمالية وإيران. 

فبينما تمتلك موسكو ثلاث منظومات عاملة، وتملك بكين صاروخ DF-17 القادر على استهداف القواعد الأمريكية في المحيط الهادئ، لا يزال السلاح الأمريكي الأبرز، Dark Eagle، في مرحلة النشر التجريبي.

أخبار ذات علاقة

مقر "البنتاغون"

قنبلة في البنتاغون.. خسائر حوادث الطائرات العسكرية تتجاوز 9 مليارات دولار

تحت ضغط هذا الواقع، رفعت واشنطن ميزانية الأبحاث الفرط صوتية إلى 6.9 مليار دولار لعام 2025، مع توجيه استثمارات ضخمة لبرامج الجيش والبحرية والقوات الجوية، إضافة إلى مشاريع DARPA المتقدمة.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأساسي هو القدرة على إنتاج هذه الأنظمة على نطاق واسع، ومواجهة أنظمة الدفاع الصينية والروسية التي تطورت بسرعة هائلة خلال العقد الأخير.

تكشف هذه الاستراتيجية الجديدة عن إدراك أمريكي متأخر بأن عصر الحروب التقليدية انتهى، وأن ساحة المعركة المقبلة ستُحسم عبر الذكاء الاصطناعي، والكم، والطاقة الموجهة، والأسلحة الفرط صوتية، والقدرة على الإمداد الذكي.

وإذا كانت واشنطن قد قادت الابتكار العسكري عالميًا طوال القرن الماضي، فإن العقد الحالي قد يشهد للمرة الأولى منافسة حقيقية تهدد هذا الإرث، ما يدفعها إلى سباق يائس لاستعادة تفوقها قبل أن تُعاد صياغة موازين القوة لصالح خصومها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC