تشير التطورات الأخيرة إلى أن الهند تواجه تحديًا استراتيجيًا حقيقيًا في مواجهة تهديدات باكستانية محتملة عبر الحدود، بعد أن تبين أن بعض أنظمة إس-400 في قاعدة أدامبور تم استهدافها خلال تدريبات أو محاولات رصد عسكرية، لكنها نجت بفضل التمويه والتنقل السريع.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على أهمية تسريع الهند لاقتناء نظام بانتسير-S1M لتعزيز دفاعها الجوي متعدد الطبقات.
وفقًا لصحيفة "هندوستان تايمز"، تدرس القوات المسلحة الهندية دمج منظومة بانتسير الروسية مع إس-400، بهدف مواجهة الطائرات المُسيرة المسلحة والذخائر الدقيقة والانتحارية، وتحقيق تكامل دفاعي أكثر فعالية ضد التهديدات الجوية العابرة للحدود.
ما يميز بانتسير-S1M عن إس-400
نظام بانتسير-S1M هو خليفة نظام بانتسير-S1، صُمم لحماية وحدات الدفاع الجوي من الطائرات والمروحيات والصواريخ القصيرة والمتوسطة والطائرات المسيرة.
بينما يوفر نظام إس-400 دفاعًا قطاعيًا بعيد المدى ضد الصواريخ والطائرات، يتميز بانتسير بالتركيز على الاشتباك المباشر على مدى أقصر بين 20 و30 كيلومترًا، مع مدفعين عيار 30 ملم و12 صاروخًا أرض-جو، مدعومًا برادارات ثنائية النطاق وقناة كهروضوئية حرارية.
النسخة الحديثة، S1M، تحوي تحسينات مهمة، مثل سقف اشتباك يصل إلى 18 كيلومترًا، وصواريخ أسرع بمدى بين 20 و30 كيلومترًا، ورؤوس حربية أثقل. كما تم تزويدها بصواريخ "TKB-1055 "Gvozd للتعامل مع الطائرات المسيرة الصغيرة، ما يضيف طبقة دفاعية لا يمتلكها S1 التقليدي، مع تكلفة منخفضة نسبيًا وإنتاج بكميات كبيرة.
أحد الأدوار الأساسية للـS1M هو حماية أنظمة إس-400 من الهجمات الجوية المنسقة باستخدام ذخائر دقيقة، خصوصًا على الارتفاعات المنخفضة، وهو ما أثبتت أهميته خلال الحروب الأخيرة، مثل النزاع في أوكرانيا.
دروس من أدامبور وأوكرانيا
أظهرت حادثة قاعدة أدامبور أن الهند تمكنت من حماية أنظمة إس-400 عبر النقل المتكرر والتمويه، إذ قصفت باكستان منصات وهمية دون إلحاق أي ضرر فعلي.
ومع ذلك، يُشير تقرير الصحيفة إلى أن هذا الحظ لا يُعتمد عليه دائمًا، خاصة مع تقدم الاستخبارات الإلكترونية، كما حدث في أوكرانيا، حيث تمكنت القوات الأوكرانية، بدعم من بيانات الناتو، من تحديد مواقع إس-400 الروسية وتوجيه طائرات مسيرة لتفادي أنظمة بانتسير، ما أدى إلى تدمير منصات إطلاق ورادارات.
الدرس الاستراتيجي واضح، وهو الدفاع عن إس-400 دون منظومة بانتسير قصيرة المدى يزيد من هشاشة النظام أمام هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة.
لذلك، يُعد تسريع تطوير وشراء بانتسير-S1M خطوة ضرورية للهند لتعزيز الدفاع الجوي متعدد الطبقات وضمان قدرة إس-400 على إعادة التمركز بحرية خلال الأزمات.
التعاون مع روسيا
تتطلع الهند منذ سنوات لاقتناء بانتسير-S1M، ورغم تأجيل بعض المفاوضات؛ بسبب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإن زيادة إنتاج روسيا للنظام في 2024 قد تتيح تصدير وحدات إضافية للهند.
وفي نوفمبر 2024، وقعت الهند مذكرة تفاهم مع روسيا لتطوير إصدارات مخصصة من النظام، بما يعزز قدرة الجيش الهندي على دمج بانتسير مع إس-400 في منظومة دفاع جوي متكاملة.
ومع تصاعد التهديدات عبر الحدود والتجارب السابقة، يُظهر تحليل الخبراء أن الهند أمام فرصة لتقليص الثغرات الدفاعية وتوفير حماية فعالة لمواقعها الحيوية، قبل أي مواجهة محتملة مع باكستان.
ويعد الجمع بين إس-400 وبانتسير-S1M ليس مجرد تحسين تكتيكي، بل خطوة استراتيجية لضمان استقرار الدفاع الجوي على المدى المتوسط.