إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
حذر خبراء، من أن تزويد كييف بصواريخ "تاوروس" الألمانية ينذر بتحوّل خطير في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام.
وأعاد إعلان المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس انفتاحه على تسليح كييف صواريخ "تاوروس" بعيدة المدى، إشعال التوتر بين موسكو وبرلين، فيما وصفه الكرملين بأنه خطوة مباشرة نحو التصعيد، يمكن أن تضع القارة الأوروبية على أعتاب مواجهة شاملة.
تغيير موازين القوة
الصاروخ الألماني «تاوروس»، بمداه الذي يصل إلى 500 كيلومتر وقدرته على إصابة الأهداف بدقة عالية، يعد من بين أخطر الأسلحة التي يمكن أن تغيّر موازين المعركة في حال وصوله إلى أوكرانيا.
ولم يتأخر الكرملين في الرد، حيث صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بأن تأييد فريدريش ميرتس تزويد كييف بالصواريخ يعكس إرادة أوروبية واضحة لدفع الصراع نحو مزيد من الاشتعال، معتبرًا أن هذه التوجهات لا تسهم في فتح باب التفاوض، بل تؤكد سعي العواصم الأوروبية لإطالة أمد الحرب.
وأكد بيسكوف أن موسكو تتابع باهتمام بالغ مواقف برلين المتغيرة، محذرًا من أن تسليم مثل هذه الصواريخ سيغير من قواعد اللعبة، ويضع ألمانيا ومعها دول أوروبية أخرى ضمن قائمة الأهداف المحتملة، إذا تم استهداف الأراضي الروسية بها.
"تاوروس" والتهديدات المباشرة
وحذر الخبراء، من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ «تاوروس» الألمانية يمثل تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية الروسية، خاصة في شبه جزيرة القرم والمدن الواقعة ضمن مدى هذه الصواريخ، وأن أي استهداف لمناطق مدنية سيقود حتمًا إلى رد عسكري روسي واسع قد يتجاوز حدود أوكرانيا.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ«إرم نيوز»، أن موسكو لا ترى في تسليح كييف بأسلحة غربية حديثة، مثل صواريخ «تاوروس» أو مقاتلات «إف-16»، تغييرًا حاسمًا في موازين المعركة على الأرض، لكنه يعتبر خطوة تصعيدية تهدد بزيادة انخراط الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الصراع بشكل مباشر، ما يرفع احتمالات توسع نطاق الحرب.
وأشار الخبراء، إلى أن مدى الصاروخ، الذي يبلغ 500 كيلومتر، واعتماده على أنظمة التوجيه الأمريكية، يضع الغرب في دائرة الاتهام بالمشاركة المباشرة إذا تم استهداف مواقع داخل روسيا، وهو ما قد يدفع موسكو لتوسيع دائرة الحرب، سواء عبر استهداف مواقع داخل أوكرانيا أو خارجها، كرد على أي هجوم من هذا النوع.
سيناريوهات روسية محتملة
ويقول الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الروسية، إن موسكو لا تُبدي قلقًا بالغًا من مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ «تاوروس» بحد ذاتها، لكنها تتخوف بشدة من السيناريو المحتمل لاستخدام هذه الصواريخ ضد البنية التحتية الروسية، سواء الاستراتيجية أو المدنية، خاصة في شبه جزيرة القرم.
وأوضح أيوب، في تصريحات لـ«إرم نيوز»، أن أي استهداف للمدن الروسية الواقعة ضمن مدى الصواريخ، مثل «روستوف وبيلغورود وكورسك وبريانسك» قد يؤدي إلى وقوع مجازر بين المدنيين، مما سيدفع موسكو للرد بشكل حاسم.
وأردف، «من المستبعد أن يكون الرد الروسي محصورًا داخل الأراضي الأوكرانية، بل قد يمتد إلى خارجها، وربما يشمل استهداف قواعد عسكرية ألمانية أو مواقع غربية مسؤولة عن دعم كييف بهذه الأسلحة».
وأضاف المحلل السياسي، أن موسكو تعتبر هذا النوع من التصعيد تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وأن روسيا سبق أن ردت على استخدام أوكرانيا للمُسيرات عبر استهداف مصانع الأسلحة والمستشارين الغربيين داخل الأراضي الأوكرانية.
بايدن وإشعال فتيل الحرب
وأستطرد أيوب قائلا، إن المواقف الأمريكية الحالية تستحق الدراسة، خاصة في ظل تطلعات الرئيس دونالد ترامب، الذي عاد إلى سدة الحكم، إلى إنهاء الحرب، خاصةً وأن ترامب لا يحمّل روسيا وحدها مسؤولية اندلاع الصراع، بل يضع اللوم أيضًا على الدول الغربية وإدارة الرئيس السابق جو بايدن، إضافة إلى حكومة كييف، في إشعال فتيل الحرب.
وأكد أيوب أن تسليح أوكرانيا بأسلحة حديثة مثل صواريخ «تاوروس»، أو طائرات «إف-16» أو مركبات متطورة، لن يغير من مسار المعارك بشكل جذري، ولن يحقق نتائج حاسمة على الأرض.
وخلص أيوب إلى أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار تزويد كييف بالسلاح، وأن ردها سيكون «قاسيًا»، وقد يتجاوز الحدود الأوكرانية، داعيًا أوروبا إلى الضغط على الحكومة الأوكرانية للانخراط في جهود التهدئة بدلاً من تصعيد التوتر.
تحذيرات روسية متتالية
من جهته، اعتبر بسام البني، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الروسية، أن التحذيرات التي تصدرها موسكو بشأن احتمال تسليم أوكرانيا صواريخ «تاوروس» الألمانية بعيدة المدى، ليست جديدة، بل تأتي ضمن سلسلة تحذيرات مماثلة أطلقتها منذ بداية الحرب، حين زودت كييف بصواريخ «أتاكمز» الأمريكية، و«ستورم شادو» البريطانية، و«سكالب» الفرنسية.
وأوضح البني، في تصريحات لـ«إرم نيوز»، أن تسليم صواريخ «تاوروس» لن يبدّل معادلات الميدان جذريًا، لكنه قد يُحرج موسكو سياسيًا إذا استُخدمت هذه الصواريخ لضرب أهداف في القرم، التي تعتبرها روسيا رمزًا قوميًّا منذ ضمّها إلى أراضيها.
وأشار إلى حادثة سابقة عندما استُهدف جسر القرم، مما أدى إلى توقف حركة العبور لعدة أيام، مضيفًا أن مدى صواريخ «تاوروس» يصل إلى 500 كيلومتر، وتعتمد في توجيهها على نظام GPS وخرائط الأقمار الصناعية، التي تتحكم بها أساسًا الولايات المتحدة.
وأكد البني أن استخدام هذه الصواريخ ضد أهداف حساسة داخل روسيا سيُدخل الغرب عمليًا في قلب الصراع، مما قد يدفع موسكو إلى توسيع رقعة المواجهة عسكريًا وسياسيًا.