غارات إسرائيلية على محيط مدينة الهرمل شرقي لبنان
أظهرت صور الأقمار الصناعية الحديثة، التي نشرتها مجلة "نيوزويك"، انتشار سفن حربية أمريكية في البحر الكاريبي بالقرب من خليج فنزويلا، في إطار المناورات العسكرية التي تنفذها مجموعة يو إس إس إيو جيما البرمائية الجاهزة (ARG).
وشاركت في هذه المناورات أيضًا سفينة الدعم الحربية "إم في أوشن تريدر"، التي تُعرف بين خبراء الدفاع باسم "السفينة الشبح" نظرًا لتعاملها عادةً بسرية وغياب تتبعها العلني.

تعمل مجموعة "يو إس إس إيو جيما البرمائية" الجاهزة، التي تضم عدة سفن برمائية ومدمرات وصواريخ موجهة، جنبًا إلى جنب مع أكبر حاملة طائرات هجومية في العالم، "يو إس إس جيرالد آر فورد"، في مهمة قالت إدارة ترامب إنها جزء من دعم القيادة الجنوبية الأمريكية لمكافحة تهريب المخدرات عبر عملية "الرمح الجنوبي".
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حصار شامل على جميع ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات الأمريكية، سواء كانت متجهة إلى فنزويلا أو مغادرة لها، في محاولة للضغط على حكومة نيكولاس مادورو.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من المصادرات الأمريكية للنفط الخام الفنزويلي، وتزايد الوجود البحري الأمريكي في المنطقة، وهو ما وصفته كاراكاس بأنه "محاولة لتقويض السيادة الوطنية والسيطرة على ثروتها النفطية".
أدى هذا التصعيد إلى قيام البحرية الفنزويلية بمرافقة ناقلات النفط لحمايتها من أي اعتراض أمريكي، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة "حصارًا بحريًا أحادي الجانب"، وسط مخاوف من أن يتطور الوضع إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت لمناقشة التوترات في الكاريبي، أكد صامويل مونكادا، سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة، أن "التهديد ليس فنزويلا، بل حكومة الولايات المتحدة".
في المقابل، وصف مايك والتز، السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، سياسات نظام مادورو بأنها "تهدد السلام والاستقرار في نصف الكرة الأرضية".

من جهتها، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش العمليات الأمريكية، مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية لم تكشف عن هوية القتلى في الغارات الأخيرة، ولم تثبت تورطهم في أنشطة تهدد الأمن، ما يثير تساؤلات حول قانونية استخدام القوة المميتة في هذه العمليات.
أصدرت واشنطن أوامر للقوات الأمريكية بفرض "حجر" على النفط الفنزويلي لمدة شهرين، شملت اعتراض ناقلتين حتى الآن، مع انتظار وصول ناقلة ثالثة لتعزيز العمليات.
وأكدت الإدارة الأمريكية أنها ستستمر في استهداف شبكات المخدرات، بهدف حرمان مادورو من الموارد التي يُزعم أنه يستخدمها لتمويل كارتل "لوس سوليس"، المصنّف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
يظهر من التطورات أن التوتر في البحر الكاريبي لن يقتصر على مواجهة دبلوماسية، بل قد يشهد تصعيدًا عسكريًا محدودًا أو أوسع إذا لم تُفتح قنوات تفاوضية بين واشنطن وكاراكاس، مع مراقبة المجتمع الدولي لتجنب أي مواجهة غير محسوبة في المنطقة.