حذّر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إسحاق باريك، من "الاحتفال المبكر والمبالغ فيه" بالنصر في الحرب ضد إيران، مؤكدًا أن طهران لا تزال تحتفظ ببرنامج نووي نشط داخل منشآت سرية، رغم التصريحات الأمريكية والإسرائيلية التي تحدثت عن "تدمير كامل للبنية النووية الإيرانية".
وقال باريك، في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف" العبرية، إن الحرب الإسرائيلية الأخيرة ألحقت بالفعل أضرارًا كبيرة ببنية تحتية نووية مهمة في إيران، لكنها "لم تضعف قدرتها على الاستمرار في تطوير أسلحة نووية"، على حد تعبيره.
وأضاف: "لا مجال للاحتفال في ظل هذا الوهم الخطير الذي نعيشه".
ويُعرف باريك، الذي كثيرًا ما يُوصف من قبل منتقديه بـ"المتشائم الدائم"، بمواقفه التحذيرية المستندة إلى معطيات استخباراتية وصور أقمار صناعية.
ولفت إلى وجود منشأة سرية تُعرف باسم "جبل المطرقة"، تقع بالقرب من منشأة نطنز النووية، ويُعتقد أنها بُنيت بعمق داخل الجبل لضمان استمرار الأنشطة النووية حتى في حال تعرضت البلاد لهجوم جوي.
وأضاف أن المنشأة، إلى جانب مواقع أخرى يُعتقد أنها لا تزال مجهولة، تُشكل جوهر التهديد الإيراني.
وأشار إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية لم تصب منشأة "جبل المطرقة" بشكل مباشر، وأنه من المحتمل فقط أن الدفاعات الجوية المحيطة بها قد تعرضت لأضرار، دون تأكيد استهداف المنشأة نفسها.
وأعرب باريك عن قلقه من قدرة إيران على تجميع عدة قنابل نووية خلال أسابيع، بسبب كميات اليورانيوم عالي التخصيب التي بحوزتها، والتي لم تُعرف مواقع تخزينها بدقة، ما يمثل خطرًا حقيقيًا في ظل عدم التعاون الكامل من جانب طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وانتقد باريك بشدة ما وصفه بـ"التصريحات الانتصارية غير المسندة" الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تحدثت عن "تدمير شامل" للبرنامج النووي الإيراني.
واعتبر أن هذه التصريحات "تفتقر إلى الدعم الاستخباراتي"، وقد تؤدي إلى خلق وهم خطير لدى الرأي العام، بينما لا يزال التهديد الإيراني قائمًا ومتصاعدًا.
وشدد باريك على أن إسرائيل ليست في وضع يمكنها من خوض حرب طويلة ضد إيران على غرار تلك التي خاضتها مع ميليشيا حزب الله، معتبرًا أن "الردع عبر الضربات المتكررة لا يصلح مع إيران".
واختتم الجنرال الإسرائيلي بالقول إن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي شامل بين الولايات المتحدة وإيران، يتضمن رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنه استبعد أن يكون مثل هذا الاتفاق قريبًا، محذرًا من أن ما يحدث الآن "قد يكون بداية صراع طويل، لا نهاية خطر".
