تعيش إسرائيل على وقع زلزال سياسي يهدد حكومة رئيس الوزارء بنيامين نتنياهو، بعد اتهامات داخلية بارتكابه جرائم حرب في غزة، جاءت عقب اتهامات دولية مماثلة ما زالت تلقي بظلالها على تل أبيب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، إن "ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة يقترب جدا من أن يكون جريمة حرب"، متابعا: "هذه حرب بلا هدف ولا تحمل فرصة واقعية لإنقاذ حياة الرهائن".
وتتزامن تصريحات أولمرت، مع سعي رئيس الوزراء السابق نفتالي بينت للعودة إلى حلبة السياسة، بصفته المنافس الأقوى لإقصاء نتنياهو؛ ما يثير التساؤلات حول مصير حكومة نتنياهو في ظل الاتهامات بارتكاب جرائم حرب والمساعي المتعلقة بإقصائه.
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "انهيار الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو بات وشيكا"، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الخلافات السياسية الداخلية والانتقادات الدولية والغربية للحكومة وسياساتها.
وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إنه "بالرغم من وجود معارضة ضعيفة لنتنياهو في إسرائيل؛ إلا أن التهم المتعلقة بجرائم الحرب، والانتقادات الدولية والأوروبية المتصاعدة، ستكون سببا في إضعاف ائتلافه الحكومي وتفككه من الداخل".
وأوضح أن "ذلك يتزامن مع صعود نجم نفتالي بينت كبديل لنتنياهو، ويحظى بدعم الولايات المتحدة ولو لم يكن ذلك بشكل معلن"، مشددا على أن إسقاط الحكومة الإسرائيلية مرهون بالوقت الحالي بتخلي الإدارة الأمريكية عن نتنياهو
وأضاف "لا يمكن لائتلاف نتنياهو أن يصمد أمام ما يحدث من إضرار بإسرائيل ومكانتها على المستوى الدولي، كما أن أي عقوبات محتملة من الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا سيكون سببًا رئيسا في انهيار الحكومة الإسرائيلية".
وتابع أن "هناك مساعي غير معلنة لاستبدال الائتلاف الحكومي بإسرائيل، وأي تحركات علنية بهذا الشأن مرهونة بالتحركات الدولية خاصة ما يتعلق بفرض عقوبات على إسرائيل، ورفع وتيرة الاتهامات الموجهة لنتنياهو بشأن الحرب في غزة".
في المقابل، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "انهيار ائتلاف نتنياهو الحكومي لا يمكن أن يكون إلا من داخل الأحزاب المشاركة فيه"، لافتًا إلى أنّ تمتع الائتلاف بالأغلبية في الكنيست يحول دون تمرير أي مخطط لإسقاطه.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "وقف الحرب في غزة هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي لانهيار ائتلاف نتنياهو، خاصة في ظل رفض الأحزاب اليمينية المتشددة التوصل لاتفاق بهذا الشأن"، مبينا أن نتنياهو يتهرب من التوصل لاتفاق مع حماس لهذا السبب.
وأضاف: "إسرائيل وحكومة نتنياهو ستبقى تتمتع بحماية الولايات المتحدة بالرغم من أي خلافات بين تل أبيب وواشنطن، خاصة وأن الأخيرة ترى في الدعم المقدم للحكومة الإسرائيلية بالأمر الاستراتيجي والذي لا يمكن التخلي عنه"
واستكمل "اتهام حكومة نتنياهو بارتكاب جرائم حرب لن يؤثر عليها، خاصة وأن الولايات المتحدة ستتحرك لمنع أي عمليات اعتقال لقيادات إسرائيلية سياسية وعسكرية"، مبينا أن التقارير التي تشير إلى الاتصالات مع بينت باعتباره بديلًا لنتنياهو غير دقيقة.
وختم بالقول: "قد يكون ذلك من أجل ليّ ذراع نتنياهو وائتلافه الحكومي، إلا أن الولايات المتحدة غير معنية بزعزعة استقرار إسرائيل، أو التدخل بشكل مباشر في تغيير القيادة السياسية لها"، قائلًا "جميع التقديرات تشير إلى استمرار الائتلاف الحكومي الإسرائيلي حتى نهاية ولايته".
