كشفت صحيفة "فرهیختغان" الإيرانية، اليوم الاثنين، أن الدور العُماني في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة شارف على نهايته، مشيرة إلى أن الصين أو النرويج قد تتوليان هذا الدور في الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة.
وبحسب الصحيفة، فإن اللقاءات غير المعلنة بين طهران وواشنطن، التي بدأت في نيسان/أبريل واستمرت حتى حزيران/يونيو الماضي، توقفت بعد الهجوم الإسرائيلي على منشآت داخل إيران، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى تعليق الاتصالات مع الجانب الأمريكي.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن تواصل الضغط لإعادة فتح قنوات الحوار، حيث قدمت، بالتزامن مع اقتراح وقف إطلاق النار في غزة مطلع تموز/يوليو، خططًا مبدئية لتهيئة الأرضية لمفاوضات جديدة يُتوقَّع الإعلان عنها قريبًا.
وأوضحت أن "الخلافات الجيوسياسية الإقليمية الأخيرة"، إلى جانب "تحفظ طهران على أداء عمان خلال الوساطة السابقة"، دفعا القيادة الإيرانية إلى إعادة النظر في اختيار الدولة الوسيطة. وبينما لم يُحسم القرار رسميًا بعد، تُطرح بكين وأوسلو كخيارات محتملة، إذ تملك كلٌ منهما سجلًا مختلفًا في التعامل مع ملفات النزاع الدولية.
وأشار التقرير إلى أن التحليلات السائدة في إيران تشترك في قناعة مفادها أن المفاوضات السابقة كانت "فخًا دبلوماسيًا" أميركيًا، ما يفرض تحديات إضافية على المؤسستين الدبلوماسية والأمنية في أي جولة تفاوضية قادمة.
إيران تنفي تحديد موعد لاجتماع بين عراقجي وويتكاف
وفي سياق متصل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تحديد أي تاريخ أو مكان أو جدول زمني لاجتماع بين كبير المفاوضين الإيرانيين وزير الخارجية عباس عراقجي، ومبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط ستيف ويتكاف، مؤكداً أن الحديث عن ترتيبات لعقد لقاء من هذا النوع "سابق لأوانه".
وأوضح بقائي في مؤتمر صحفي أن "الجمهورية الإسلامية لطالما دخلت مسار المفاوضات بنوايا حسنة وبكل جدية”، مشدداً على أن “الدبلوماسية ليست ساحة للاستعراض أو المراوغة السياسية”، بل أداة استراتيجية ينبغي توظيفها لحماية المصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني.
وأضاف أن “العمل العسكري الذي نُفّذ ضد إيران من قبل إسرائيل بتنسيق مع الولايات المتحدة قبيل الجولة السادسة من المفاوضات السابقة، قوّض الثقة بمصداقية المسار الدبلوماسي”، مشيراً إلى أن أي عودة إلى طاولة المفاوضات لن تكون منطقية ما لم تتوفر ضمانات كافية لفاعلية هذا المسار.
كما نفى وجود أي عرض رسمي من روسيا للوساطة أو تقديم مبادرة بشأن الملف النووي الإيراني.
وأكد بقائي، عدم تحديد أي موعد أو مكان لعقد اجتماع بين المفاوض الإيراني عباس عراقجي وأي من الوسطاء أو الممثل الأوروبي إنريكي مورا.