قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن قيود التصدير التي فرضتها الصين على صادراتها من العناصر الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة تشمل موارد حيوية لصناعة إلكترونيات الطيران، مما قد يوجه ضربة قاصمة للخطط الأمريكية لتطوير طائرة من الجيل السادس.
وردت بكين على قرار الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% بتقييد وارداتها من المعادن المستخرجة من المناجم، بالإضافة إلى المغناطيسات الدائمة وغيرها من المنتجات النهائية.
خطوة انتقامية
وأفادت مصادر في قطاع الطيران لـ"رويترز" بأن خطوة بكين تُثير قلق بعض شركات تصنيع الطائرات الأمريكية، لأنها تُستورد حصريًا من الصين لاستخدامها في صناعة إلكترونيات الطيران.
وأضافت المجلة أن هذه الخطوة الصينية الانتقامية تأتي بعد أسبوعين فقط من إعلان ترامب فوز شركة بوينغ بعقد تطوير طائرة إف-47، المصممة لتخلف طائرة إف-22 رابتور، وتشكل العمود الفقري لأسطول الجيل التالي من طائرات القوات الجوية الأمريكية.
وتنتج الصين حوالي 90% من المعادن الأرضية النادرة في العالم، وهي مجموعة من 17 عنصرًا تُستخدم في صناعات الدفاع والسيارات الكهربائية والطاقة والإلكترونيات.
وإثر غضبها من قرار ترامب برفع الرسوم الجمركية على معظم المنتجات الصينية إلى 54%، أعلنت بكين عن فرض ضوابط على هذه الموارد كجزء من حزمة أوسع من الرسوم الجمركية والقيود على الشركات.
مورد رئيسي
وبصفتها المورد الرئيسي للمعادن الأرضية النادرة للولايات المتحدة، تُظهر خطوة الصين استعدادها لتسليح هيمنتها على تعدين ومعالجة المعادن الأساسية، وكيف يمكن أن تُشكل المواجهة مع ترامب خطرًا على برنامج الهيمنة الجوية الأمريكية من الجيل التالي (NGAD) لتطوير الطائرات المقاتلة المستقبلية.
وأعلنت الصين يوم الجمعة عن قيود على تصدير المعادن المستخرجة من المناجم والمغناطيسات الدائمة وغيرها من المنتجات النهائية التي يصعب استبدالها.
ومن الأهمية بمكان أن حوالي 5% من استخدام الولايات المتحدة للمعادن الأرضية النادرة يُستخدم في التطبيقات الدفاعية، وفقًا لدائرة أبحاث الكونغرس.
مقاتلة الشبح F-35
وتستخدم مقاتلة الشبح F-35 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن 920 رطلاً من المعادن النادرة لكل طائرة في أنظمة الحرب الإلكترونية، ورادارات الاستهداف، والمحركات الكهربائية التي تحرك دفات الطائرة، وفقًا لمعهد تاريخ العلوم.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن 7 فئات من المعادن الأرضية النادرة المتوسطة والثقيلة، بما في ذلك الساماريوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والمواد المرتبطة بالإيتريوم، ستكون مدرجة في هذه القائمة.
وأفاد موقع "Cleantechnica.com" بأن الإيتريوم ضروري لطلاء محركات الطائرات النفاثة عالية الحرارة، وأنظمة الرادار عالية التردد، وأجهزة الليزر الدقيقة. كما يسمح باستخدام طلاءات عازلة حرارية على شفرات التوربينات لمنع ذوبان محركات الطائرات أثناء الطيران.
ولا تُمثل ضوابط التصدير التي أُعلن عنها يوم الجمعة الماضي حظرًا صريحًا، ولكن يمكن للصين تقييد عدد تراخيص التصدير التي تُصدرها، مما قد يُسبب تزاحمًا على الوصول إلى مصادر بديلة محدودة.
معادن نادرة
ويُظهر رد الصين على رسوم ترامب الجمركية نفوذها في صناعة الدفاع الأمريكية، ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس قرار البنتاغون بالمضي قدمًا في مشروع طائرة مقاتلة من الجيل التالي تحمل اسم F-47.
لكن طائرات الشبح مثل F-47 تعتمد على عناصر أرضية نادرة مثل النيوديميوم والبراسيوديميوم والديسبروسيوم والتيربيوم لصنع مغناطيسات عالية الأداء ومحركات وأنظمة رادار، وفقًا لشركة الاستشارات "SFA Oxford". كما أنها تحتاج إلى معادن مثل التيتانيوم والتنغستن والنيوبيوم لتعزيز متانة هيكلها ومقاومتها للحرارة وطلاءاتها الخفية.
