أثارت الوثائق التي كشفتها إيران عن البرنامج النووي الإسرائيلي السري جدلًا واسعًا حول طبيعة المعلومات الحساسة التي لا تزال تحتفظ بها طهران.
واكتفت إيران بنشر مراسلات لا تحمل في طياتها "محتوى حقيقيًا مؤثرًا"، على الرغم من الترويج المطول الذي سبق الكشف عنها، بحسب ما أورده موقع "بحداري حريديم" العبري.
فبعد أيام من إعلان إيران، في نهاية الأسبوع الماضي، نجاحها في تنفيذ عملية استخباراتية ضد إسرائيل تمكّنت خلالها من الحصول على آلاف الوثائق الحساسة والاستراتيجية، نشرت طهران الخميس، لأول مرة، جزءًا من هذه الوثائق، التي تبين أن معظمها مراسلات أكاديمية بين علماء وموظفين في البرنامج النووي الإسرائيلي.
"ورغم محاولات طهران تقديم هذه الوثائق على أنها ضربة قوية لسرية البرنامج النووي الإسرائيلي، فإن ما تم الكشف عنه حتى الآن لا يرقى إلى مستوى الأدلة المادية أو التسريبات الخطيرة، وإنْ كان يُحتمل أن يكون تمهيدًا لكشف أوسع لاحقًا"، بحسب الإعلام العبري.
وبحسب تقرير نُشر في صحيفة "فينت" العبرية، فإن "مراجعة محتوى الوثائق -خلافًا للادعاءات المثيرة التي سبقت النشر- تُظهر أنها في الغالب مراسلات دبلوماسية وأكاديمية تفتقر إلى أي قيمة استخباراتية حقيقية".
وتتناول إحدى الوثائق الأساسية التحضيرات لعقد حلقة دراسية أكاديمية في جامعة واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كان من المقرر أن تشارك فيها ميراف ظفري أوديز، المبعوثة الإسرائيلية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت.
وفي رسالة إلكترونية تلقّتها أوديز من أحد منظّمي الندوة، طُرحت خيارات عدة لموضوعات النقاش، منها مستقبل الانتشار النووي في الشرق الأوسط.
واقترح المنظّم أن تتناول أوديز موقف إسرائيل من سيناريوهات الانتشار النووي الإقليمي، ودور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو كليهما.
كما ورد في الرسالة أن هذا الإطار "سيسمح لنا بتجاوز المسألة النووية الإسرائيلية بالكامل، وغيرها من الموضوعات التي يُمنع عليكم التطرق إليها".
وردّت أوديز في رسالة إلكترونية منفصلة، مؤكدة أنها تجد صعوبة في المشاركة في ندوة تناقش فيها باحثة أكاديمية البرنامج النووي الإسرائيلي استنادًا إلى مصادر أجنبية.
وأوضحت أنها "بصفتها موظفة في هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، لا تستطيع التعليق على تلك الموضوعات، وأنها لا ترى علاقة منطقية بين الاتفاق النووي الإيراني وتاريخ البرنامج النووي الإسرائيلي".
وفي مراسلة أخرى، جرى الحديث عن إمكانية عقد ندوة نسائية بالكامل.
واقترحت أوديز عددًا من الموضوعات للنقاش، كما طرحت أفكارًا لتنسيق مواعيد مناسبة.
كما ورد اسم أريان طبطبائي، الباحثة الأمريكية من أصل إيراني، في سلسلة الرسائل نفسها، فقد كانت قد أثيرت حولها في وقت سابق شبهات بشأن تسريب معلومات، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نفت تلك الشبهات في حينه.