logo
العالم

المجر بين "شل" و"غازبروم".. صفقة غاز قياسية تكشف مفارقات السياسة الأوروبية

من اتفاق المجر وشركة شلالمصدر: موقع أخبار الطاقة

بينما يسعى الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية إلى تقليل اعتماده على الطاقة الروسية، اختارت المجر توقيع عقد غاز ضخم مع شركة "شل" البريطانية.

وتبدو هذه الخطوة للوهلة الأولى بمنزلة تنويع لمصادر الإمداد، لكنها سرعان ما تحولت إلى جدل سياسي أوروبي، إذ أكد وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، أن الاتفاق لا يعني استبدال الغاز الروسي. 

وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، جان-باتيست جيانجينه فيلمر، إن صفقة المجر مع "شل" لا يمكن فصلها عن بعدها السياسي، سواء في موسكو أم داخل الاتحاد الأوروبي.

أخبار ذات علاقة

 خط الأنابيب المستهدف

أوكرانيا تهاجم خط أنابيب ينقل النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا

الصفقة بالنسبة لموسكو

وأكد فيلمر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن روسيا ستنظر إلى العقد الجديد بنوع من "الترحيب الحذر"، موضحًا أن بودابست لم تعلن عن بديل للغاز الروسي، بل شددت على أن الإمدادات من "شل" تُضاف إلى عقود قائمة مع "غازبروم". 

وأضاف أن "هذا يضمن لموسكو استمرار دورها كمورد رئيس للغاز، ويتيح لها القول إن نفوذها لم يتراجع في قلب أوروبا"، موضحًا أن روسيا ستستغل الاتفاق للتأكيد أن الاتحاد الأوروبي ليس موحدًا في سياساته الطاقية، وأن هناك عواصم كالمجر لا تزال تسير بخطوات مستقلة.

داخل الاتحاد الأوروبي

أما داخل الاتحاد الأوروبي، يرى فيلمر أن الصفقة قد تزيد التوتر بين بودابست وبروكسل، فبينما تعمل دول الاتحاد على التخلص من واردات الطاقة الروسية، تأتي المجر لتثبت أنها تتعامل مع الملف بمنطق مختلف. 

وأوضح أن هذا "التباين" لن يفهم في باريس أو برلين كإجراء اقتصادي بحت، بل كخيار سياسي يعمّق الشكوك حول التزام المجر بخط الاتحاد الأوروبي المشترك.

وجهان لعملة واحدة

وشدد فيلمر على أن الغاز لم يكن يومًا مجرد سلعة، بل أداة نفوذ جيوسياسي، فالعقود طويلة الأمد، مثل عقد بودابست مع "غازبروم" حتى عام 2036، تجعل قرارات الطاقة مرتبطة بالخيارات السياسية.

ولفت إلى أنه مع توقيع عقد جديد مع "شل"، فإن المجر تمنح نفسها هامشًا إضافيًا للمناورة، لكنها في الوقت نفسه تظهر للعالم أنها غير مستعدة للتخلي عن موسكو.

ووقعت المجر، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، يوم الثلاثاء، عقدًا مع عملاق الطاقة البريطاني "شل"، مؤكدة أن ذلك لا يشكل تنويعًا في مواجهة روسيا. 

ووقعت شركة الكهرباء العامة المجرية "MVM" و"شل" عقدًا مدته عشرة أعوام، ينص على تسليم ما مجموعه ملياري متر مكعب من الغاز إلى المجر ابتداءً من عام 2026.

وقال وزير الخارجية المجري، بيتر سييارتو: "إنه عقد طويل الأمد، الأطول والأهم الذي تم توقيعه على الإطلاق مع شريك غربي". 

وأوضح سييارتو، في حديث للصحفيين على هامش مؤتمر حول الغاز في مدينة ميلانو، أن هذا الاتفاق يمدد عقدًا سابقًا مع "شل" لتوريد 250 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا بين عامي 2021 و2027.

وأكد أن هذه الإمدادات الجديدة من "شل" لا تهدف إلى استبدال الغاز الروسي. 

وتابع: "بالنسبة إلينا، التنويع لا يعني التخلي عن مصادر وإمدادات قائمة، بل على العكس (…) ينبغي أن تُضاف مصادر جديدة وطرق جديدة إلى المصادر والطرق القائمة بالفعل".

أخبار ذات علاقة

 خط أنابيب الغاز الطبيعي أمام علمي الاتحاد الأوروبي وروسيا

بضغط أمريكي.. أوروبا تسرّع إنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية

معارضة خطة بروكسل

المجر، التي تبقى أقرب شريك للكرملين داخل الاتحاد الأوروبي رغم الحرب الروسية على أوكرانيا، قاومت دعوات حلفائها الغربيين لخفض اعتمادها على روسيا في تلبية احتياجاتها من الطاقة. 

وعارضت الحكومة المجرية، خصوصًا خطة بروكسل الرامية إلى إنهاء واردات الطاقة الأحفورية الروسية، وحصلت على إعفاء من العقوبات المفروضة على شحنات النفط عبر خطوط الأنابيب.

وتمتلك المجر، الواقعة في أوروبا الوسطى، عقد إمداد لمدة 15 عامًا مع عملاق الغاز الروسي "غازبروم"، لتوريد 4,5 مليار متر مكعب سنويًا حتى عام 2036، وقد تم استكماله باتفاقات إمداد إضافية خلال الأعوام الأخيرة.

وتأتي معظم واردات الغاز المجرية من روسيا عبر خط أنابيب "ترك ستريم" المار تحت البحر الأسود، ثم عبر امتداده، شبكة البلقان ستريم التي تمر عبر بلغاريا وصربيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC