تشير النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب في ولايتي نورث كارولاينا وجورجيا، بينما تتفوق منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا.
وتعزز هذه التوجهات أهمية الولايات المتأرجحة التي يُرجح أن تحسم السباق نحو البيت الأبيض.
تعتبر الولايات المتأرجحة، مثل نورث كارولاينا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا، من أبرز العوامل التي تحدد الفائز في الانتخابات الأميركية، نظرًا لتبدل ولائها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في كل دورة انتخابية.
يملك المجمع الانتخابي الأميركي 538 صوتًا، ويحتاج المرشح إلى 270 صوتًا للفوز بالرئاسة.
في هذه الولايات، يعتمد نظام "الفائز يأخذ الكل"، حيث يحصل المرشح الذي يحصد غالبية الأصوات على جميع أصوات المجمع الانتخابي المخصصة للولاية، مما يجعلها نقاطًا حاسمة في الانتخابات.
يتقدم ترامب حاليًا في نورث كارولاينا وجورجيا، وهما ولايتان تعتبران معاقل تقليدية للجمهوريين في الجنوب، ولكنهما شهدتا تحولاً نحو الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة.
في نورث كارولاينا، يستند ترامب إلى دعم قوي من المناطق الريفية وضواحي المدن الصغيرة، حيث يجد صدى لخطابه المحافظ، لا سيما حول قضايا مثل الهجرة والأمن.
أما جورجيا، التي صوتت لجو بايدن في 2020 للمرة الأولى منذ عقود، فقد عادت إلى دائرة المنافسة هذا العام، حيث يسعى ترامب لاستعادة ثقة الناخبين في الولاية، مستهدفًا المناطق الريفية ومراكز التصنيع.
في المقابل، تتصدر هاريس النتائج الأولية في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان تقعان في منطقة "حزام الصدأ" التي شهدت تحولاً اقتصاديًا كبيرًا، ويعتبر التصويت فيها بمثابة مقياس لتوجهات الناخبين في المدن الكبرى والضواحي.
في ميشيغان، تعتمد هاريس على دعم الناخبين في مناطق ديترويت وغيرها من المناطق الحضرية التي تهيمن عليها طبقات العمال والشباب والأقليات العرقية. في بنسلفانيا، تتركز قاعدة هاريس القوية في فيلادلفيا وبيتسبرغ، حيث يولي الناخبون اهتمامًا كبيرًا لقضايا مثل الرعاية الصحية وحقوق المرأة.
تاريخيًا، حسمت ولايات الشمال الصناعي الانتخابات لصالح بايدن في 2020، بعدما كانت قد صوتت لترامب في 2016، مما يؤكد مدى التقارب في التأييد الحزبي في هذه المناطق ويجعل منها نقاطًا استراتيجية للفوز في السباق الرئاسي.
ومع استمرار فرز الأصوات، يترقب الأميركيون النتائج النهائية في هذه الولايات المتأرجحة التي قد تقرر من سيحصل على الأغلبية في المجمع الانتخابي.
تعكس هذه النتائج حتى الآن مدى استقطاب الناخبين الأميركيين بين المدن الحضرية التي تميل إلى الديمقراطيين والمناطق الريفية التي تدعم الجمهوريين، ما يجعل المعركة محتدمة حتى اللحظة الأخيرة.