بشكل مفاجئ، قررت بلغاريا عدم بيع مفاعليها النوويين الروسيين غير المستخدمين لأوكرانيا، بحسب موقع "يورأكتيف".
وأكد الموقع أن هذا التراجع المفاجئ الذي جرى في اللحظة الأخيرة جاء بضغط من الحزب الاشتراكي البلغاري الموالي لروسيا.
وصرح زعيم الحزب، نائب رئيس الوزراء البلغاري، أتاناس زافيروف، بالقول: "أصرينا منذ البداية على أن هذه المفاعلات ليست للبيع. إنها مورد أساسي لبلغاريا، وجزء من أمن الطاقة والاستقلال الاقتصادي لبلدنا".
والمفاعلان الروسيان من طراز "في في إي آر - 1000"، إلى جانب أربعة مولدات بخارية وأربع مضخات تدوير، مُخزّنة منذ سنوات في موقع بالقرب من نهر الدانوب بعد أن تخلت بلغاريا عن خطط بناء محطة بيلين للطاقة النووية.
وبدلاً من ذلك، اختارت السلطات في صوفيا بناء وحدتين نوويتين جديدتين في محطة كوزلودوي للطاقة النووية باستخدام تقنية "إيه بي-1000" المصممة أمريكيًّا من شركة "ويستنغهاوس"، مع اختيار شركة "هيونداي" الكورية الجنوبية كشركة بناء.
وكانت أوكرانيا قد سعت لشراء المفاعلين الروسيين من بلغاريا؛ نظرًا لامتلاكها البنية التحتية اللازمة لإكمال محطة خميلنيتسكي للطاقة النووية، المتوافقة مع نفس نوع المفاعلين.
وبلغ السعر المقترح ما يزيد قليلاً عن 600 مليون يورو، حتى أن البرلمان الأوكراني أقرّ تشريعًا يُعطي الضوء الأخضر لعملية الاستحواذ.
وفي فبراير شباط 2025، أكد بويكو بوريسوف، زعيم حزب "غيرب" والشخصية المحورية في صوفيا، بيع المفاعلات.
وتوقع في البداية ألا يُعرقل الحزب الاشتراكي البلغاري الموالي لروسيا الصفقة، مُشيدًا بها باعتبارها مكسبًا ماليًّا لبلغاريا، الدولة التي لا تستطيع استخدام المفاعلات بنفسها، حيث ستُستخدم العائدات لدعم ميزانية الدولة.
ومع ذلك، أعلن زافيروف، أمس الثلاثاء، عن موقف حكومي موحد قائلا: "لدينا قرار جماعي بشأن مصير المفاعلين، لن يُباعا. هذا قرار يدعمه جميع شركاء الائتلاف. أشكر شركاءنا على وقوفهم صفًّا واحدًا وراء هذا الخيار الاستراتيجي".
وأكد زافيروف أن بلغاريا تمتلك الخبرة الكافية وموقعًا جاهزًا لبناء محطة طاقة نووية ثانية، على الرغم من تخلي الحكومة منذ فترة طويلة عن مشروع بيلين، الذي شهد إنفاق أكثر من مليار يورو دون نتائج ملموسة.
