حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
ملاذ عماد
في خطوة قد تحدث تحولًا جيوسياسياً في غرب أفريقيا، أعلنت روسيا في بيان مشترك مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر استعدادها لمساعدة الحكومات الثلاث في الحصول على الأسلحة بالإضافة إلى تدريب 5 آلاف جندي سيتوجهون إلى منطقة الساحل الأفريقي الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.
وأعلنت روسيا عن زيادة تعاونها العسكري مع دول الساحل الأفريقي خلال زيارة تاريخية لوزراء خارجية الدول الثلاث إلى موسكو.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الشراكة العسكرية بين هذة الدول في تزايد مشيرًا إلى وجود تعاون فعّال بين الجيشين الروسي والمالي من خلال برامج تدريب مشتركة دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وترى سامية عبدالله، الباحثة في الشأن الأفريقي في تحليلها لأبعاد الصراع الجيوسياسي لدول الساحل أن هناك تداعيات كبيرة ناجمة عن هذه التحولات على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشارت عبدالله إلى أن روسيا تعمل على تلبية احتياجات الدول الساحلية خاصة فيما يتعلق بتوفير التدريب العسكري والأسلحة. هذا الدعم يساعد هذه الدول في التعامل مع التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها.
وأضافت، لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تتمتع بخبرة في مكافحة الإرهاب مما يجعلها شريكًا مهمًّا للدول الأفريقية في سعيها لتحقيق الأمن والاستقرار، وبالتالي فإن الأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقات تتزايد ولا سيما في ظل المنافسة العالمية على النفوذ في أفريقيا حيث تسعى القوى الكبرى لتعزيز تأثيرها في مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه القارة".
وأردفت أنه من المبكر الحكم على التعاون الروسي مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وقالت إن الموقف أكثر تعقيدًا حيث تدخلت قوى أخرى مثل الصين وتركيا وإيران في هذا الفراغ عسكريا عن طريق دعم مجموعات مسلحة.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى للحفاظ على علاقاتها مع هذه الدول ولن تتخلى عنها بسهولة؛ بسبب وجود مصالح اقتصادية كبيرة بين حكومة ترامب ودول الساحل.
وبدوره، قال خالد عبدالرحمن الباحث في الشأن الأفريقي إن مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تشهد تحولاً استراتيجيًّا بالتوجه شرقًا والابتعاد عن النفوذ الغربي.
وأفاد عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، بأن هذه الدول بدأت تعزيز علاقاتها مع روسيا مستفيدة من الدعم العسكري والتدريب الذي يمكن أن يسهم في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصًا في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية المتزايدة.
وأشار إلى أن هذه الديناميكية تنسجم مع رغبة هذه الدول في تقليل الاعتماد على القوى الغربية التي تعتبر أنها فشلت في تحقيق استقرار دائم في المنطقة.
وأكد أن هذا التوجه يتزايد في ضوء التدخلات الإقليمية، حيث تسعى قوى مثل روسيا والصين لتعزيز نفوذها في أفريقيا؛ مما يخلق بيئة من تضارب المصالح بين القوى التقليدية والإقليمية.
وتابع أن التوجه نحو الشراكات الجديدة يحمل في طياته فرصاً للتنمية العسكرية والاقتصادية، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى تفاقم التوترات والصراعات على النفوذ في المنطقة، مشيرا إلى أنه "يجب على صناع القرار في دول الساحل اتخاذ خطوات حذرة لضمان الاستقرار الداخلي".