logo
العالم

رسائل "إيمرالي" التاريخية.. أوجلان يحرّك "السلام الراكد" مع أنقرة

أوجلان يقرأ بيان الدعوة إلى حل "العمال الكردستاني" المصدر: إ ب أ

في خطوة وصفت بـ"الإستراتيجية"، بعث القائد التاريخي لحزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، برسالتين جديدتين تهدفان إلى كسر جمود عملية السلام المتباطئة بين أنقرة وحزبه. وتأتي هذه التحركات لتؤكد استمرار تأثير الزعيم الكردي وقدرته العالية على ضبط إيقاع المفاوضات من داخل محبسه في سجن "إيمرالي".

وتوقفت عملية السلام التي انطلقت دعوتها الأولى قبل أكثر من عام، عند مرحلة إعداد إطار قانوني تنقسم الأحزاب التركية والأكراد بشأنه، ويتعلق بمصير قادة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني بعد إلقاء السلاح، ومصير أوجلان ذاته، والتشريعات التي تلبي تطلعات أكراد تركيا.

وبجانب ذلك الانقسام، تواجه عملية السلام عقبة مصير قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعتبرها أنقرة جزءًا من حزب العمال الكردستاني وتطالب باندماجها مع الجيش السوري قبل المضي في عملية السلام، بينما يقول قائدها مظلوم عبدي إن دعوة أوجلان لحل الحزب لا تشمل قواته.

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني

أوجلان وديميرتاش.. عسكري وسياسي يقودان أكراد تركيا في عملية سلام تاريخية‎

رسائل أوجلان

وكشفت رسالة موجهة من أوجلان إلى قائد "قسد"، مظلوم عبدي، أن لدى الزعيم الكردي حلًّا قد ينهي عقبة "قسد" في هذه المرحلة من عملية السلام، بحيث تقبل أنقرة بالانتقال إلى مرحلة جديدة متقدمة في المسار، ويتاح لقيادة "قسد" المزيد من الوقت للتفاوض على شروط اندماجهم مع الجيش السوري بدلًا من المهلة الممنوحة لهم من دمشق حتى نهاية العام الجاري.

وكشفت صحيفة "تركيا" المقربة من حكومة أنقرة، أن رسالة أوجلان لعبدي تدعوه للتخلي عن العناصر الأجنبية في قواته، الذين ينتمون لتركيا وشمال العراق وإيران، والاحتفاظ بعناصره السوريين فقط.

وأضافت الصحيفة، أن أوجلان ناقش تلك الخطوة مع أنقرة، وبعث برسالته لعبدي، مشيرةً لوجود نحو 8 آلاف عنصر في "قسد" ينحدرون من تركيا وشمال العراق من نحو 50 ألف عنصر هم كل قوات سوريا الديمقراطية وفق التقديرات.

وأوضحت أن إقدام "قسد" على الاستجابة لدعوة أوجلان، سيدفع أنقرة لإقرار الإطار القانوني المرتقب في عملية السلام، وأن بإمكان عناصر الحزب المنسحبين من "قسد" العودة إلى تركيا إذا رغبوا في ذلك، والاستفادة من اللوائح القانونية التي سيتم سنّها.

لا عودة للعنف

وجاء الكشف عن رسالة أوجلان التي لم تحدد صحيفة "تركيا" تاريخ وطريقة إيصالها، بعد رسالة أخرى لأوجلان قُرئت وسط إسطنبول، الأسبوع الماضي، وتضمنت دعوة للتخلي بشكل نهائي عن العنف والالتزام بمسار السلام.

وقال أوجلان في رسالته التي قُرئت باللغتين الكردية والتركية، في فعالية سنوية لإحياء ذكرى ضحايا الصراع: "يجب أن يفهم بشكل واضح أنَّ النضال من أجل الحرية في هذه المرحلة ليس زيادة في الموت، بل هو فن تنظيم الحياة".

وأضاف أوجلان أن استذكار الضحايا لا ينبع من خسائر جديدة، بل من بناء الحياة الديمقراطية المتساوية والكريمة التي ناضلوا من أجلها، مشيرًا لكون كل خسارة، بالنسبة له مهما كانت دافعًا للنضال، هي ألم عميق.

واختتم أوجلان رسالته بالقول: "إن المهمة الملقاة على عاتقنا اليوم هي تتويج هذا العمل التاريخي بالسلام وفتح الباب أمام مرحلة جديدة قائمة على أساس التوافق الديمقراطي، إن الاحترام الحقيقي هو منع المزيد من الخسائر، والاستذكار الحقيقي هو نقل النضال إلى مستوى أكثر تقدمًا ووعيًا، وأكثر صونًا للحياة".

أخبار ذات علاقة

صورة لأوجلان يرفعها أحد أنصاره

لأول مرة.. لجنة برلمانية تركية تزور عبد الله أوجلان في سجنه

سلام انتقالي

وكان أوجلان أطلق في فبراير/ شباط الماضي نداءً شهيرًا لحزبه الذي لبى طلبه بحل الحزب وإلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي في تركيا ضمن عملية سلام شهدت منذ ذلك الحين العديد من المحطات.

وأسهم لقاء وفد برلماني تركي، الشهر الماضي، مع أوجلان، في تجاوز عقبة في مسار عملية السلام، عندما ألمح قادة في حزبه لإمكانية انهيار العملية ما لم يطلق سراحه أو يمنح دورًا أكبر في المفاوضات.

وحثَّ أوجلان في رسالة أخرى، مطلع الشهر الجاري، أنقرة على إقرار قانون سلام انتقالي في هذه المرحلة من العملية، لتفويت الفرصة على أيّ محاولات لنسف عملية السلام كما جرى في 2015.

تفاؤل

ويبدي أوجلان من جهة، ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان، تفاؤلاً بنجاح عملية السلام الجارية رغم فشل محاولات سابقة، آخرها هدنة ووقف إطلاق للنار عام 2013، قبل أن تنهار العملية عام 2015 متأثرة بأحداث الصراع في سوريا.

وقال أردوغان في أحدث تعليقاته على عملية السلام، إنه يعتقد أن لجنة السلام البرلمانية، ستتجاوز بنجاح هذه العقبة الأخيرة، في إشارة لعمل اللجنة التي تضم ممثلين عن أحزاب البرلمان التركي، وتعد حاليًّا تقريرًا يضم مقترحاتها حول عملية السلام، لعرضها على البرلمان.

وأضاف أردوغان أمام رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، "بصفتنا تحالف الشعب، فقد تبنّينا منذ البداية نهجًا بنّاءً وشاملًا وموجَّهًا نحو الحلول. لقد انطلقت تركيا أخيرًا على طريق السلام والأمن والتنمية والازدهار، وبإذن الله، ستسير على هذا الدرب بصبر حتى النهاية". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC