logo
العالم

موسكو في إفريقيا.. "روساتوم" تدعم صعود تنزانيا إلى قوة نووية ناشئة

محطة طاقة نووية في تنزانياالمصدر: غيتي إيمجز

شهدت تنزانيا مرحلة جديدة في مسارها نحو الطاقة النووية مع تدشين منشأة تجريبية لمعالجة اليورانيوم في يوليو 2025، في مشروع يعرف باسم نهر مكوجو لليورانيوم، بحضور رئيسة البلاد، الدكتورة سامية سولوهو حسن.

 ويهدف المشروع، الذي تُشرف عليه شركة مانترا تنزانيا المحدودة التابعة لشركة روساتوم الروسية، إلى رفع إنتاج اليورانيوم إلى 3000 طن سنويًّا؛ ما يجعل تنزانيا ثاني أكبر منتج للقارة بعد ناميبيا، ويضعها على الخريطة العالمية لليورانيوم بقدرة تمثل 1% من الاحتياطيات العالمية.

تأتي هذه الخطوة في إطار إستراتيجية تنزانيا لتعزيز الطاقة النظيفة وجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير الخبرات التكنولوجية في مجال الطاقة، مع توفير نحو 4000 فرصة عمل مباشرة و100 ألف فرصة غير مباشرة في مجالات البنية التحتية والخدمات اللوجستية والصناعات المساعدة، بحسب مجلة " Modern Diplomacy".

أخبار ذات علاقة

احتجاجات في تنزانيا

حملة قمع غير مسبوقة.. تنزانيا تغرق في أسوأ أزمة سياسية منذ استقلالها

ومن المتوقع أن يبدأ بناء المحطة الرئيسية في الربع الأول من 2026، على أن يبدأ تشغيلها في عام 2029، مع خطط لإضافة مفاعلات نووية صغيرة بقدرات تتراوح بين 600 و1000 ميغاواط، لتغذية الشبكة الوطنية مباشرة.

الطاقة النووية ركيزة التنمية الاقتصادية والإستراتيجية

تسعى تنزانيا، ضمن رؤية 2050 للقطاع الطاقي، إلى تعزيز توليد الكهرباء لتأمين طاقة ميسورة ومستدامة للأسر والصناعات والخدمات العامة، مع التركيز على الربط الكهربائي عبر الحدود ضمن تجمع الطاقة في شرق وجنوب إفريقيا (EAPP وSAPP). 

وتهدف الحكومة إلى رفع توليد الطاقة إلى 8000 ميغاواط بحلول 2030 من خلال مزيج من الموارد المتجددة والتقليدية، مع ضمان توفير الكهرباء في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.

أخبار ذات علاقة

الرئيسة سامية صولحو حسن

تنزانيا تستعد لحفل التنصيب الرئاسي على وقع الاحتجاجات الدامية

ويمثل تطوير قطاع الطاقة النووية عنصرًا إستراتيجيًّا لمستقبل البلاد، حيث يسهم في تنمية الصناعات، ودعم التحول الرقمي، وزيادة القدرة التنافسية الوطنية. كما يسهم المشروع في تأمين احتياجات الطاقة النظيفة لسوق محلي متنامٍ ويخلق بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي في قطاعي الطاقة والصناعة.

الرياح النووية تعمّ القارة الإفريقية

تعد تنزانيا جزءًا من التحرك الأوسع نحو الطاقة النووية في إفريقيا، التي تشهد زيادة كبيرة في الاهتمام بالمفاعلات البحثية والمشاريع السلمية للطاقة النووية. 

تُعد جنوب إفريقيا هي الدولة الوحيدة التي تولد الكهرباء نوويًّا حاليًّا، بينما تستعد مصر لتشغيل محطة الضبعة بطاقة 1200 ميغاواط، بدعم روسي يصل إلى 85% من التمويل، لتصبح أقوى محطة نووية في القارة عند اكتمالها عام 2028.

كما بدأ عدد من الدول الإفريقية، من بينها غانا وأوغندا والمغرب وكينيا والجزائر وتونس وبوتسوانا، تشغيل مفاعلات بحثية، فيما أبدت مالي والسودان طموحًا في الطاقة النووية عبر توقيع اتفاقيات مع الصين وروسيا. 

وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إنتاج الكهرباء النووية في إفريقيا قد يتضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف بحلول 2030، ويزيد بأكثر من عشرة أضعاف بحلول 2050 مقارنةً بعام 2023.

أخبار ذات علاقة

رئيسة  تنزانيا سامية صولحو حسن

"فوز ساحق" وسط الاحتجاجات.. من هي سامية صولحو حسن رئيسة تنزانيا؟

في ضوء هذه التحولات، باتت الطاقة النووية عنصرًا محوريًّا لتحقيق الأمن الطاقي في إفريقيا، مع إمكانات كبيرة لدعم التنمية المستدامة والتصنيع وتحقيق الاستقلالية الطاقية للدول التي تمتلك الاحتياطيات النووية، مثل تنزانيا، التي أصبحت نموذجًا أوليًّا للاستفادة من اليورانيوم المحلي في توليد الطاقة الآمنة والمستدامة.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC