logo
العالم

مع تأجيل جولة المفاوضات.. 3 رهانات إيرانية على "الترويكا" الأوروبية

مع تأجيل جولة المفاوضات.. 3 رهانات إيرانية على "الترويكا" الأوروبية
مباحثات إيرانية أوروبية سابقةالمصدر: AFP
02 مايو 2025، 7:20 ص

تحدث خبيران في الشؤون الأوروبية والإيرانية، عن 3 محاور تُراهن عليها إيران من الاجتماع مع دول "الترويكا" الأوروبية: فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والذيتم تأجيله بعد أن كان مقررا اليوم الجمعة.

ويأتي ذلك بعد الإعلان عن تأجيل جولة المباحثات الرابعة بين إيران والولايات المتحدة، التي كانت مقررة يوم السبت المُقبل، وذلك لأسباب لوجستية.

وأوضح الخبيران لـ"إرم نيوز"، أن الرهان الأول، يتمثل باستخدام طهران الاجتماع مع الترويكا كورقة ضغط لرفع أكبر قدر من العقوبات في حال نجاح المباحثات مع واشنطن.

أما الثاني، فيتمحور حول العمل على استعادة الدور الدبلوماسي الأوروبي كوسيط وضامن للاتفاق المنتظر لتحقيق جانب من التوازن لها أمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، جان نويل بارو

لم يعد له مبرّر.. فرنسا تعلن إلغاء لقاء نووي بين إيران وأوروبا

 في حين يذهب الثالث باتجاه استغلال إيران "التصدع" الحالي بين الولايات المتحدة والتكتل الأوروبي، بغرض خلق موقف يكون لصالحها في مسار المباحثات الجارية.

محطة حاسمة

ورأى أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية والخبير في الشؤون الأوروبية الدكتور محمد المودن، أن الاجتماع الإيراني الأوروبي المنتظر يعد في ظل تأجيل الجولة الرابعة للمحادثات النووية، هو بمثابة محطة حاسمة في الدبلوماسية الدولية، قد تكون لها متغيرات مؤثرة في عجلة المباحثات الجارية.

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أنه للوقوف على رهان إيران على "الترويكا" في هذا التوقيت، يجب فهم الخلفية السياسية وأهدافها الإستراتيجية لذلك، لافتاً إلى أنه منذ الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي في 2018، وفرض العقوبات، تراجع دور الترويكا رغم وعودها بإقناع واشنطن بالعودة إلى اتفاق، ولكنها فشلت في ذلك.

وأضاف الدكتور المودن أن طهران في هذا المشهد حافظت على موقف متمسك بالمطالبة برفع العقوبات، وسط دفاعها عمّا تروج له على أنه حقها بالتطوير النووي السلمي مع التأكيد من جانبها على أن برنامجها ليست له أهداف عسكرية.

وذكر  أن رهانات إيران على لقاءات الترويكا الأوروبية في وقت جرت فيه مفاوضات في مسقط وروما بوساطة عُمانية نشطة، تتوزع على 3 محاور تتعلق بإستراتيجية طهران الخاصة بالاتفاق الجديد.

وأوضح الدكتور المودن أن الرهان الأول يتمثل باستخدام الاجتماعات مع الأوروبيين في هذا التوقيت كورقة ضغط لرفع أكبر قدر من العقوبات في حال نجاح المباحثات مع واشنطن، وذلك من خلال التلويح بـ"الترويكا" للجانب الأمريكي بل وتحفيز الدول الثلاث لتلك المجموعة على لعب دور مستقل أكثر فاعلية في هذا الجانب الذي تستهدف تحقيقه بإزالة جانب من "خناق" العقوبات في أسرع وقت.

والرهان الثاني، بحسب الدكتور المودن، يتمحور حول استعادة الدور الدبلوماسي الأوروبي "الترويكا" كوسيط وضامن للاتفاق المنتظر على رغم تراجع نفوذهم، وسط توقعات من جانب طهران في هذا التوقيت أن يتخلّى الأوروبيون عما يصفوه كثيراً بـ"السلوك غير المسؤول" للإيرانيين، والعودة لموقف بناء على الطاولة التفاوضية يخفف عليهم الضغط، ويحقق لهم جانباً من التوازن أمام واشنطن.

ولفت إلى أن الرهان الثالث هو عزل سياسة الضغوط القصوى الأمريكية عبر الحوار المباشر مع الترويكا مع تسليط الضوء على انعزال الإستراتيجية الأمريكية في ظل سعي إيران استغلال التصدع الجاري بين أمريكا ودول أوروبية، بغرض خلق موقف يكون لصالحها في مسار المباحثات الجارية.

أخبار ذات علاقة

دخان كثيف جراء انفجار ميناء الشهيد رجائي في إيران

تأجيل المفاوضات النووية.. ما علاقة انفجار ميناء رجائي الإيراني؟

 ورجح الدكتور المودن أن الإستراتيجية العامة التي تعمل عليها طهران ضمن تلك الرهانات، هي استعادة منافع الاتفاق النووي السابق، وإعادة تموضع أوروبا كفاعل متوازن بالعملية، ونحاج ذلك مرهون باستعداد أوروبا للانفصال عن السياسة الأمريكية، وقدرة الطرفين على تجاوز الشكوك المتبادلة بين طهران وبروكسل.

 زخم أكبر

وبدوره رأى المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، أن اجتماع "الترويكا" مع طهران في الوقت الحالي ينضوي ضمن إستراتيجيات ومصالح الدول الأوروبية التي كانت ومازالت لها علاقات اقتصادية مع إيران.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أنه في الفترة الأخيرة جرى فاصل من التوترات في العلاقات الأمريكية الأوروبية في ظل العلاقات بين إيران من جهة ودول بريطانيا وألمانيا وفرنسا "الترويكا"، والتي تستهدف مشاريع اقتصادية في إيران لا تريد الولايات المتحدة فتح المجال لها في هذه الساحة، وأن يكون لواشنطن الانفراد بأي صفقات مقبلة قد تنتج عن اتفاق مع طهران.

ونوه أبو نضال إلى أن طهران تحاول أن يكون لها ضامن في المفاوضات، ويمثل في الوقت ذاته ورقة ضغط تجاه الولايات المتحدة، الأمر الذي يدخل ضمن اللوبي الذي تقوم إيران بتكوينه لمواجهة ضغوط الولايات المتحدة، لاسيما مع ما ثبت في المراحل الأخيرة بأن ابتعاد الأوروبيين له أكثر من صدى لما يجري من تطورات في ملفات دولية حاسمة، وأن هناك ضرورة لتواجدهم.

وبيّن أن إيران تتعجل مشاركة الأوروبيين في المحادثات بعد ما جاء انتقادات منهم للمباحثات لعدم مشاركتهم مما جعل النظام الإيراني يتعامل مع هذه النقطة لصالحه في محاولة لوجود ثلاثي "الترويكا" في المفاوضات في ظل الرهان على عامل الوقت مع واشنطن في مرحلة المباحثات من جهة ومن جهة أخرى، الرغبة في إعطاء زخم أكبر لدور أطراف دولية أخرى في صدارتها روسيا والصين.

ولفت أبو نضال إلى أن التشابكات جاءت بأكثر من شخصية إيرانية صرحت بضرورة مشاركة الأوروبيين سعياً لمقايضة الولايات المتحدة التي لا تتجاوب مع هذا التواجد من دول الترويكا أو غيرها.

واستبعد نجاح رهان إيران على "الترويكا" خاصة أن الولايات المتحدة أعادت في الأيام الأخيرة تدوير تصريحات تحمل ضغطا أكبر على قضايا الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي، لذلك حتى لو شارك الأوروبيون في المباحثات، فإن ذلك لن يعطي ما تستهدفه طهران من تعطيل وجهة إدارة ترامب حول برنامجها النووي غير السلمي أو العسكري، وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC