تعمل بريطانيا وفرنسا على وضع خطة عسكرية لتأمين أوكرانيا بعد الحرب، وتسعى لندن وباريس غلى إقناع الجانب الأمريكي بالمشاركة فيها.
وتنص الخطة على نشر ما يصل إلى 30 ألف جندي لحفظ السلام في أوكرانيا، في حال توصلت موسكو وكييف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ب حسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أوروبيين.
وقال المسؤولون إن نجاح هذا المقترح الأوروبي يعتمد على إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالموافقة على دور عسكري أمريكي محدود يُطلق عليه مسمى "الداعم الخلفي"، لضمان حماية القوات الأوروبية، في حال تعرضها للخطر، وردع روسيا عن انتهاك أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق الصحيفة.
وتوقعت "وول ستريت جورنال" أن تشهد الأيام المقبلة أول اختبار لرغبة ترامب في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، عندما يجتمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترامب في البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يناقش ستارمر مع ترامب الخطوط العريضة للخطة الخميس، لكن دون تقديم طلب رسمي بالمساعدة الأمريكية في الوقت الحالي، أما ماكرون، الذي يلتقي ترامب، الاثنين، فسيعرض رؤية الحلفاء بشأن الحرب وسبل طمأنة أوكرانيا.
تفاصيل الخطة الأوروبية
وأوضح المسؤولون أن الخطة الأوروبية المطروحة لا تتطلب نشر قوات أمريكية في أوكرانيا، وهو أمر استبعدته إدارة ترامب بالفعل، لكنها تسعى إلى الاستفادة من القدرات العسكرية الأمريكية التي تفتقر إليها الجيوش الأوروبية.
وتتضمن الخطة إمكانية تشغيل الولايات المتحدة أنظمة دفاع جوية في دول مجاورة، لتغطية أجزاء واسعة من أوكرانيا، إلى جانب تزويد الأوروبيين بأنظمة دفاع جوي إضافية، كما يمكن إبقاء القوة الجوية الأمريكية المتمركزة خارج أوكرانيا في حالة تأهب لحماية القوات الأوروبية عند الحاجة.
وستشكل القوات البريطانية والفرنسية، مدعومة بقوات بحرية وقوة جوية، العمود الفقري لما يُسمى "قوة الطمأنة"، إذ لن تُنشر هذه القوة على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، بل ستُكلف بحماية البنية التحتية الحيوية والمدن والموانئ، بما في ذلك في البحر الأسود. كما ستستخدم الطائرات المُسيرة والأقمار الاصطناعية لمراقبة التزام روسيا بوقف إطلاق النار، وفق تقرير الصحيفة.
وبموجب الخطة، ستستمر الجهود الدولية لمساعدة أوكرانيا في بناء "جيش قوي قادر على الدفاع عن نفسه"، حيث لن يكون الهدف من القوة الأوروبية أن تحل محل القوات الأوكرانية، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال".
ويرى المسؤولون أن المخطط الأوروبي لإرسال قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا سيواجه "مساراً صعباً" من دون دعم ترامب للخطة.
وأثار بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين السابقين تساؤلات حول الخطة الأوروبية المقترحة، مشددين على ضرورة أن تتمتع قوات حفظ السلام بقدرات عسكرية متكاملة لردع أي عدوان روسي، وفق تعبيرهم.