الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أثار تعيين جورج-فرانسوا لوكلير مديرًا لديوان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلاً واسعًا داخل أروقة قصر الإليزيه.
وبينما يرى البعض أن هذا القرار يمثل خطوة استراتيجية لإدخال ديناميكية جديدة في إدارة الرئاسة الفرنسية، اعتبره آخرون مخاطرة إدارية، نظرًا للطابع المثير للجدل للشخصية المعينة وتاريخها في الإدارة العامة.
وعند الإعلان عن ترشيح جورج-فرانسوا لوكلير لتولي منصب مدير ديوان الرئيس، أبدى عدد من مستشاري الإليزيه استياءً واضحًا.
وشمل ذلك نواب الأمناء العامين للرئيس، وبعض أعضاء فرق السياسة والاتصالات، وفق أربعة مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها لمجلة "بوليتيكو"، مشيرة إلى "رياح صغيرة من الاعتراض" التي شعر بها جدران القصر في الأيام الأخيرة.
وعبر بعض هؤلاء عن مخاوفهم مباشرة للرئيس من وصول شخصية مثيرة للجدل إلى هذا المنصب، مشيرين إلى أنه كان هناك "ضجة" داخل أروقة الإليزيه، وهو رد فعل وصفه مصدر آخر بأنه غير مفاجئ "عندما تعرف طريقة عمل القصر".
ولوكلير معروف بسلوكه الحازم وشخصيته القوية؛ ويوصف أحيانًا بأنه "مقاتل"، "ملون الشخصية"، ويمتلك "طابعًا صارمًا"، وفقًا لما ذكره وزير سابق، بينما ترى معظم المصادر الأخرى أنه "معقد للغاية من حيث الإدارة"، و"سلطوي" بل و"قاسٍ".
ولعل لوكلير نفسه لم يغفل هذه الانتقادات المتكررة، إذ أعرب عن شعوره بالتأثر بها خلال وداعه لمنطقة بروفانس-ألب-كوت دازور.
ورغم هذه الانتقادات، يُنظر إلى لوكلير على أنه موظف يتمتع بـ"شخصية مستقلة وقناعات راسخة"، ولا يتردد في التعبير عن آرائه، حتى أمام مسؤولين كبار مثل كاثرين فوترين، التي كان لوكلير مدير ديوانها في العام 2024 حين كانت تشغل حقيبتي العمل والصحة ضمن حكومة غابرييل أتال.
وتعتبر المصادر أن لوكلير شخصية "سياسية للغاية"، مع خلفية يمينية واضحة، وهو ما اعتبرته بعض المصادر الحكومية أنه يباعده عن خط الرئيس.
وتفسر هذه الخلفية السياسية سبب تحفّظ بعض أعضاء ديوان الرئيس على وصوله، مشيرين إلى أن الولاءات المتغيرة للشخصية المعنية تشكل جزءًا من الانتقادات الموجهة له.
ورغم تحفظات بعض مستشاريه، قرر ماكرون المضي قدمًا في تعيين لوكلير، إذ يرى بعض المطلعين أن الرئيس يفضل الشخصيات القوية والمثيرة للجدل داخل ديوانه، معتبرًا أن مثل هذا الملفت للنظر "قد يكون مفيدًا لإدارة الشؤون الداخلية بشكل أكثر حزمًا".
ومع ذلك، يحذر المطلعون من أن لوكلير قد يقوم بتصريحات أو تحركات غير متوقعة، ما يستلزم مراقبته عن كثب.
يشار إلى أنه تم تداول أسماء أخرى لمرشحين لهذا المنصب، مثل اسم محافظ إيفلين فريديريك روز، أو محافظ أوكسيتانيا بيير أندريه دورن، أو حتى فيولين ديماريه، المستشارة الحالية للرئيس للشؤون الداخلية والأمن.
وتتضمن مهام مدير ديوان الرئيس الإشراف على مختلف الخدمات والملفات الداخلية، بما في ذلك حق النظر في بعض التعيينات الإدارية، لا سيما في صفوف المحافظين.
ويتيح هذا المنصب للرئيس متابعة ما يجري في وزارة الداخلية بشكل مباشر، رغم أن العلاقة بين الإليزيه ووزارة الداخلية أصبحت أكثر مرونة منذ رحيل برونو ريتايو ووصول لوران نونيز.
وقبل اتخاذ قراره، استشار ماكرون بعض أصدقائه للحصول على آرائهم حول لوكلير، الذي، خلافًا لسابقه، ليس من أقرباء الرئيس ولا يمتلك دعمًا واسعًا داخل الإليزيه.
ومع ذلك، دافع الأمين العام للإليزيه إيمانويل مولان، عن لوكلير الذي "يقدره كثيرًا"، وفق ما ذكره المتحدث باسم القصر.
أما باتريس فور، الذي خلفه لوكلير، فقد أصبح مدير شرطة باريس، وهو منصب استراتيجي في نظر ماكرون، فيما يبدو أن لوكلير نفسه لا يزال يطمح لشغل هذا المنصب مستقبلًا، بحسب مصادر عدة.