مع اقتراب موعد المهلة الجمركية التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للاتحاد الأوروبي، لإبرام اتفاق تجاري، في التاسع من الشهر الجاري، تتركز الأضواء حول ماروش شيفتشوفيتش.
ويواجه أقدم مفوض خدمة في الاتحاد الأوروبي، على ما يبدو، أصعب اختبار له، فبينما يُوصَف بأنه المنقذ الأكبر للاتحاد الأوروبي من "بريكست"، فهو مطالب اليوم بمهمة إنقاذ ثانية، ترامب هو طرفها الآخر.
ويتزايد الضغط على شيفتشوفيتش، فقد هدّد ترامب، الذي يدّعي أن الاتحاد الأوروبي شُكِّل "لإزعاج الولايات المتحدة"، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 9 يوليو.
ومع اقتراب الموعد النهائي، يعود شيفتشوفيتش إلى واشنطن يوم الأربعاء، حيث من المقرر أن يُجري محادثات مع نظرائه قبل عطلة عيد الاستقلال الأمريكي في 4 يوليو، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
بخلاف ذلك، فهو يجوب العالم جيئة وذهاباً، مسرعاً لإبرام اتفاقيات تجارية مع عدة دول، منها الهند والفلبين وإندونيسيا وتايلاند، بينما يُبحر في علاقات أوروبا المعقدة مع الصين.
خلال أسبوع حافل في شهر مايو، أمضى ليلتين فقط في سريره، بينما كان يستريح في الطائرات خلال جولة شملت فرنسا وألمانيا وسنغافورة واليابان وكينيا.
من بين المجموعة الحالية من مفوضي الاتحاد الأوروبي، يُعد الدبلوماسي السلوفاكي الأقدم خدمة، فمنذ انضمامه إلى مقر بيرلايمونت العام 2009، اكتسب سمعة طيبة كوسيط موثوق به.
"إنه دائمًا في مزاج جيد، ويحاول دائمًا إيجاد حل"، يقول دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي واصفًا شيفتشوفيتش، الذي "لا يميل أبدًا إلى التطرف".
عادة ما يرتدي ربطة عنق ومنديل جيب مطابق، وغالبًا ما يبتسم ويلقي نكتة، ويُنظر إلى شيفتشوفيتش على أنه شخص دؤوب في حل المشكلات، ولا يسعى إلى التفوق على رئيسته، رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.
يحظى بشعبية بين موظفيه، وهو متحفظ مع وسائل الإعلام، ونادرًا ما يُجري مقابلات، ويقول جان دي رويت، الدبلوماسي البلجيكي المخضرم، الذي عمل إلى جانب شيفتشوفيتش في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين: "إنه من النوع الذي لا يصنع أعداء. ولهذا السبب، عندما يكون هناك شيء صعب عليك فعله، تسأله".
وكانت كل خبرته الدبلوماسية مطلوبة عندما تولى مسؤولية اتفاقية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في فبراير 2020، حين كانت المملكة المتحدة قد أنهت للتو طلاقها المرير، وكانت العلاقات بين بروكسل وحكومة بوريس جونسون متوترة وغير موثوقة.
على الرغم من برودة شيفتشوفيتش، أقام علاقة صداقة مع نظيره مايكل جوف، تُوجت بمذكرة مكتوبة بخط اليد موقعة من الرجلين لحل النزاعات حول حدود أيرلندا الشمالية، بما في ذلك نقل اللحوم المبردة. أطلق جوف على شيفتشوفيتش لقب "ملك النقانق".
يُشيد زملاؤه باستعداده للاستماع، سواء للنقابات العمالية السويسرية أو للسياسيين من أيرلندا الشمالية. لكن الأمر لا يقتصر على اللقاءات والتحية فحسب. قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: "لديه أسلوبه الخاص في خلق جوّ ملائم لإيجاد حل".