رأت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن الهند وباكستان تختبران الخطوط الحمراء للتنافس النووي، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين الدولتين النوويتين.
وبيّنت أنه لم يعد الخطر النووي مجرد احتمال بعيد؛ إذ إن الخطر لا يكمن في امتلاك السلاح النووي بحد ذاته، بل في الزمن الضئيل الذي يفصل بين القرار باستخدامه والهجوم.
وذكرت أنه على الرغم من امتلاك كلٍّ منهما نحو 170 رأسًا نوويًا، وفي حين خاضت الدولتان 3 حروب شاملة، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، فإنهما تجنبتا الحرب الشاملة منذ عام 1998.
وأكدت الصحيفة أن ذلك جاء بعد أن امتلكت الدولتان أسلحة نووية، من خلال تطوير نهج فريد في التعامل مع النزاعات المسلحة؛ يرتكز على المناوشات وردود الفعل المدروسة دون الوصول إلى حرب مفتوحة.
وفي حين أن الجانبين مستعدان لاستخدام القوة العسكرية، لكن بحذر ووفقًا لقواعد غير مكتوبة تهدف إلى منع التصعيد؛ حيث اندلعت آخر حرب كبرى بين البلدين، حرب كارجيل عام 1999، في ظل تجارب نووية ناجحة أجراها كل جانب في العام السابق، ومثّلت بداية عهد جديد من الحذر الشديد؛ إذ استُخدمت القوات البرية فقط.
وبحسب الصحيفة، يجعل تقارب المسافة الجغرافية بين الجارتين النوويتين أي خلل في التقدير أو إنذار خاطئ كفيلا بإشعال فتيل كارثة "نووية"، حيث لا يمتلكان الوقت الكافي لتقييم الوضع وكشف "الإنذار الخاطئ".
وعلى الرغم من أن الهند وباكستان لا تمتلكان أسلحة نووية منشورة، أي جاهزة للإطلاق عند الضرورة، إلا أنه يمكن للجيشين، في حال نشوب صراع شامل، بسهولة إخراج الذخائر النووية من مخازنهما وتجهيزها للاستخدام العملياتي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهند تمتلك حوالي 172 قنبلة نووية، وكانت الأسبق في إنشاء ترسانة نووية؛ وفي عام 1974 أجرى الجيش الهندي أول تجربة نووية ناجحة.
ونوهت إلى أن الهند تُعد سابع دولة في العالم تمتلك قدرات نووية، وكما كانت أول دولة تطور سلاحا نوويا خارج إطار معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1986، التي لم توقع عليها.
ويمتلك الجيش الهندي ثالوثًا نوويًا كاملاً، يضم قدرات نووية برية وبحرية وجوية، إذ لدى الجيش الهندي صواريخ باليستية وطائرات مقاتلة وغواصات قادرة على إطلاق أسلحة نووية.
وفي المقابل، تمتلك باكستان ترسانة نووية تضم حوالي 170 قنبلة، ما يبقيها على قدم المساواة مع جارتها الأكبر، وتحتل الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا المرتبة الثانية على الصعيد النووي في آسيا، لم تنشئ باكستان ترسانة نووية إلا في عام 1998، وتسعى جاهدة لامتلاك ثالوث نووي أسوة بالهند.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما تسعى الهند لتثبيت موقعها في تحالفات المحيطين الهندي والهادي، وتوظف قوتها الاقتصادية والعسكرية لردع خصومها، تتمسك باكستان بعلاقتها الاستراتيجية مع الصين كورقة توازن أمام تمدد الهند الإقليمي، لتتشكل بذلك ملامح صراع تتشابك فيه المصالح النووية، والتوازنات الاستراتيجية، والخطوط الحمراء التي لا تزال حتى اللحظة تحت السيطرة.
ودعت الصحيفة كل الأطراف المعنية بالصراع في شبه القارة الهندية وضع خطر التصعيد النووي بين الجارتين في الاعتبار، مشددة على ضرورة التحرك السريع والفعال لاحتواء الصراع بين البلدين والحيلولة دون تحوله إلى حرب شاملة تفتح الباب أمام استخدام السلاح النووي.
