الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

هل تُعكر المظاهرات في لندن نشوة ترامب بمراسم الفخامة الملكية؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب...المصدر: AFP

في وقت يشتاق فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته التي تبدأ يوم الأربعاء إلى بريطانيا، للنشوة التي تصاحب مراسم الاستقبال الفخمة التي تروق له كثيرا، إلا أن هناك أجواء شعبية من الممكن أن تعكر صفو هذه الزيارة.

وتتمثل تلك الأجواء بالمظاهرات، التي يتم الإعداد لها من أوساط سياسية وجاليات وجمعيات ومنظمات حقوقية وغير ذلك تجاه الضيف الأمريكي، وستكون قضية "الحرب على قطاع غزة" حاضرة على لافتات وقفات احتجاجية موجهة له.

وتستعد بريطانيا لاستقبال ترامب، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يجري "زيارة دولة" للمرة الثانية إلى المملكة المتحدة، بعد زيارته الأولى في عام 2019، خلال ولايته السابقة، في ظل تجهيزات تعج بفخامة المراسم البروتوكولية من تنظيم موكب عربات برفقة الملك تشارلز الثالث، وعرض جوي، وعشاء ملكي في قلعة وندسور.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وزوجته ميلانيا عند وصولهما بريطانيا

ترامب يصل بريطانيا في زيارة دولة لتعزيز الشراكة الاقتصادية

 وبرزت تساؤلات عن مدى تخفيف ذلك لحدة المحادثات المنتظرة بين "المختلفين" الرئيس الضيف ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، بشأن قضايا من بينها ملفات التجارة والتعريفات الجمركية والحرب في أوكرانيا.

ولا يخفي ترامب إعجابه الصريح بالعائلة المالكة في بريطانيا وما يراه من فخامة لاسيما مع اهتمامه بالمظاهر من مراسم وبروتوكولات معروفة عن "التشريفة" في قصر باكنغهام، مع ولعه من أجواء ملكية، وهو ما قد يراه مراقبون، أن لندن أعطت لـ"ترامب" ما ينبهر به، وهو ما قد يجعل هناك نوع من المرونة في بعض الملفات العالقة.

العربة "المذهبة"

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي، البروفسير كامل الحواش، إن ترامب يزور بريطانيا في زيارة ثانية، حيث التقى في الأولى بالراحلة الملكة اليزابيث الثانية، أما هذه المرة سيكون هناك لقاء مع الملك تشارلز، مؤكدًا أن هذه الزيارات لا تمنح بسهولة من جانب لندن إلى أي دولة، وحصول ترامب على زيارتين رسميتين ، يعتبر أمر مهم.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن في لندن بطبيعة الحال يحاولون بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي فيما يسمى بـ"البريكس"، أن يكون لبريطانيا نهج مستقل وأن تكون دولة لها وزنها في العالم، وأن يكون لها اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة وقد تم الوصول إلى ذلك باتفاق يتعامل مع التعريفة الجمركية ويعطي لبريطانيا رسوم أقل من دول أخرى.

وأشار الحواش إلى أنه عندما زار ستارمر البيت الأبيض، قدم للرئيس ترامب رسالة شخصية من الملك تشارلز تدعوه رسميا للقيام بهذه الزيارة، وهو ما يوضح أنهم يفهمون كيفية تعامل ترامب مع الدول المختلفة وأن افضل شيء مع الرئيس الجمهوري، أن تعطيه أهمية أكبر وجوانب من الاستقبالات والبروتوكولات الفخمة التي ينبهر بها.

وبيّن أن ترامب سيستمتع بمثل هذه الأجواء الملكية المعروفة عنها الفخامة زيارة في ظل بروتوكولات من بينها التنقل بالعربة "المذهبة" وما يجرى من مراسم ملكية تروق كثيرا لترامب.

ولفت الحواش إلى أن لندن دائما حليفة مع واشنطن وهناك ما يعرف بـ"العلاقة الخاصة" بين البلدين حيث يعملون معا بطريقة قريبة، وسيكون هناك نقاط خلاف منها الاعتراف المنتظر من جانب بريطانيا بدولة فلسطينية خلال شهر أيلول/سبتمبر الجاري.

ونوه إلى أنه توجه ترامب بخصوص ذلك واضح من خلال تصريحات وزير خارجيته ماركو روبيو، الذي زار إسرائيل مؤخرًا، ويروج إلى اعتقاد أمريكا بأن الاعترافات المنتظرة بدولة فلسطينية ستعقد الأمور ولن تأتي بالسلام، في وقت لا تتجه فيه بريطانيا وحدها في هذا المسار حيث أن هناك أكثر من 10 دول قد يعترفون بالدولة الفلسطينية.

أخبار ذات علاقة

مظاهرة لليمين المتطرف في بريطانيا

مع تعثر حزب العمال.. هل تتجه بريطانيا نحو "زمن اليمين المتطرف"؟

 وذكر الحواش، من مدينة برمنغهام، أن من بين الملفات القائمة في هذه الزيارة، التعاون المقبل لردع روسيا بحسب الرؤية الغربية، عن التوسع في أوكرانيا وتهديد أوروبا عبر ذلك.

وراء الستار

ومن لندن، رجح السياسي في حزب العمال، مصطفى رجب، أن زيارة ترامب للمملكة المتحدة سيكون لها ردود فعل مختلفة على المستوى الرسمي، ما بين تزين العاصمة والأماكن الملكية بالأعلام الأمريكية والبريطانية، وستجهز له كل اللقاءات والفعاليات الملكية التي ينتظرها وينبهر بها.

لكنه بيّن أنه سيكون ما لا يروق لترامب على المستوى الشعبي من مظاهرات في أماكن مختلفة ترفض سياسات ترامب في غزة ودعمه لما يجري على يد بنيامين نتنياهو.

 وأكد رجب لـ"إرم نيوز"، أنه على الرغم من أن العائلة المالكة لا تتدخل في السياسة ولكن الملك تشارلز يتطرق إلى أمور لا يتحدث فيها الملوك، وذلك منذ أن كان أميرا ومن المؤكد أن سيكون هناك نصيب للحديث في العلاقات الدولية في ملفات تهم العالم أجمع في وقت معروف عن ترامب أنه رئيس لا يتزن في السياسة وتصرفاته انفعالية ويأتي بتصريحات تزعج المجتمع الدولي ويخرج بوعود وينفذ عكسها.

وأضاف أن الزيارة يحيط بها علاقات ليست طيبة بين ستارمر وترامب في ظل دعم الأخير زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج، صاحب الأفكار المتشددة، الذي اكتسب شعبية لضعف سياسات العمال والمحافظين ويصعد نجمة في المرحلة الأخيرة.

ومن المتوقع أن يكون فاراج رئيس الوزراء القادم في ظل تقربه من الرئيس الجمهوري وسفره إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الحملة الدعائية لترامب بالانتخابات الأخيرة، وهناك صداقة حميمة بينهما نظرا لاتفاقهما في سياستهم.

ويعتقد رجب أن الزيارة ستحمل خلافات عدة ما وراء الستار، في وقت ستشهد فيه هذه الزيارة حديث عن الشرق والغرب في مرحلة يقوى فيه المعسكر الشرقي و المظاهر الاقتصادية والعسكرية، وهو ما يعتبر أمر مزعج للولايات المتحدة وبريطانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC