تصاعدت الأزمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الشاباك رونين بار من جديد.
وخلال الساعات الأخيرة الماضية، دار حديث في الكواليس الإسرائيلية حول احتمالية خروج صفقة بينهما للنور تتضمن موعدًا لاستقالة بار، ونهاية للتلاسن بينهما.
ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن استمرار التحقيقات يقلق نتنياهو.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مكتب نتنياهو أصدر بيانًا كذب فيه ما جاء في مذكرة بار التي قدمها للمحكمة العليا، حين كان نتنياهو مشغولًا بمحاكمته في الجلسة الـ23 من اتهامات بقضايا فساد أخرى.
ونقلت هيئة البث عن بار قوله إن أسباب فصله لم تكن معروفة له، متوقعًا أن سببها الولاء الشخصي لرئيس الوزراء.
وقال بار في إفادته للمحكمة، التي طلب تأجيلها 24 ساعة: "فوجئت بسلسلة غير عادية من الإجراءات من جانب رئيس الوزراء، ونشاط إعلامي ضدي وضد الشاباك على وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية".
ونفى بار الاتهام الموجه له من معسكر نتنياهو بأنه لم يواجه تمردًا داخليًا بالجيش، وقال: "هذا يظهر كيف نظر رئيس الوزراء إلى دور رئيس الشاباك".
كما جاء في الإفادة الخطية لبار، بأن نتنياهو كان يطلب منه "طلبات غير قانونية".
وفيما يتعلق بمحاكمة رئيس الوزراء، قال بار إن نتنياهو ضغط عليه بشكل غير عادي لإعطاء رأي لا يسمح له بالظهور علنًا، بل جرت محاولة منه لفرض رأي صاغه هو أو شخص نيابة عنه، لكنه رفض فغضب منه نتنياهو.
وكشف رئيس الشاباك أن العلاقات بدأت تسوء بينه وبين نتنياهو، بعد بداية تحقيقات الجهاز ضد مكتبه، ورفض بار التوقيع على الرأي الذي يوقف محاكمة نتنياهو، ليتغير بعدها المزاج وبدأ "انعدام الثقة".
وحول حصوله على معلومات من الشاباك بشأن هجوم السابع من أكتوبر، وعدم إيقافه، أوضح بار: "هذه المزاعم كاذبة وتشكل تحريضًا مؤسسيًا ضدي وضد الجهاز".
وكشف أن الشاباك حذر النظام الإسرائيلي كله من هجوم 7 أكتوبر منذ الساعة 3:03 صباحًا، أي قبل الهجوم بحوالي ثلاث ساعات ونصف ، وأصدر الشاباك تنبيهًا لجميع الأجهزة، مُشيرًا إلى تقييمات غير طبيعية واحتمال وجود نوايا هجومية من قِبل حماس.
وأضاف "في الساعة 05:15، إلى جانب التعليمات المختلفة، وجهت بحديث السكرتير العسكري لرئيس الوزراء"، لكنه لم يكشف عن دور نتنياهو في تجاهل الهجوم حتى تم لنهايته، لتعلن بعدها الحرب المتواصلة منذ أكثر من 16 شهرًا.
ووفق تقرير هيئة البث الإسرائيلية، مارس مكتب رئيس الوزراء ضغوطًا شديدة على مكتب بار لعدم تقديم إفادته إلى محكمة العدل العليا، ومن بين الرسائل التي نقلها مكتب نتنياهو إلى بار: "الامتناع عن تقديم الإفادة، والاستقالة بالتراضي، وإيجاد موعد متفق عليه لنهاية ولايته.. وبالإضافة إلى ذلك، أقترح أن يشارك بار في اختيار خليفته".
في المقابل، سيرد نتنياهو على إفادة بار بإفادة مضادة يوم الخميس المقبل، ويبدو أنها ستكون ساخنة جدًا، حيث استبقها مكتبه بتكذيب إفادة بار، في دلالة على فشل محاولات التفاوض بينهما.
وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قد اتهم نتنياهو بأنه يجر إسرائيل لكارثة اغتيال سياسي جديدة، وستكون الضحية رونين بار، وفق معلومات استخباراتية قاطعة بسبب تحريض رئيس الوزراء وأنصاره ضده.
فيما هاجم حزب الليكود لابيد، واتهمه بأنه يحرض على اغتيال سياسي، بالإثارة المستمرة ضد نتنياهو.
